The Benefactors المُحسنين
الإحسان: هو القدرة على العمل أو نفع الخلق. قبل البدء، إليك ملاحظة: لم يُذكر الله تعالى في آية، مثلاً (إن الله يحب المسلمين) إلا إذا أُضيفت إليها صفة الإيمان أو الإحسان أو العمل الصالح، فهل في هذا سر؟ الله أعلم، لكن الإسلام مفتاح الدخول عند الله تعالي، ولا يعني شيئًا دون إضافة الإيمان والعمل الصالح، ولاحظ أنه في حديث جبريل الطويل، جاء الإحسان في المرتبة الثالثة، وهو ترتيب تصاعدي لا تنازلي، قال تعالى: (فَأَنْبِئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ)
قال تعالى
﴿ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾[ يوسف: 78]
كيف عرفوا (وهم مسجلون خطر بتعريف الأمن) أن سيدنا يوسف محسن؟ هل كانت على وجهه علامات؟ أفعاله؟ أم كليهما؟ يقول الله تعالى (إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ اللَّهَ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ) 90 يوسف هنا الآية تدل على أن التقوى ومعها الصبر = الإحسان (صيغة لا تسهل إلا على من يسر الله عليه) هل جربت الصبر في أمر تريده بشدة ولم يأتي ولم تيأس وبقيت على تقواك؟ إن حدث فأنت إنسان صالح. لنتعرف على بعض صفات المحسنين، نرجو أن ننطبع بالفطرة ولو لمرات معدودة في حياتنا، لننال جزاءها في الدنيا قبل ان نصل للآخرة، يقول الله تعالى (وَأَحْسِنْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (١٩٥) سورة البقرة، الآية الأخيرة: إن كنت محسنًا فأنت قريب من الله، وإن لم تكن محسنًا فأنت غير محبوب من الله، ولكن أنا مسلم وهذا يكفي؟ لا لا، لا يكفي، الله يحب المحسنين حبًا جمًا.
الآن: من يصنع الساعة السويسرية الفاخرة؟
ربما يكون محبوبًا عند الله أكثر منك، هذا هراء، لا، ليس هراءً، محبة الله = إحسانك، فافعل ما تشاء. قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ).
قال تعالى:
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: ١٣٤].
إذن، هناك ثلاثة أمور تميزهم:
١- ينفقون في السراء والضراء = إحسان.
٢- يكتمون الغيظ = إحسان.
٣- يعفون عن الناس = إحسان.
الإنفاق في السراء والضراء صفة تستحق درجة الإحسان، الإحسان، ليس من الإسلام ولا من الإيمان، بل الإحسان وهي رتبة أعلي في الإسلام ، ولكن لماذا؟ الإنفاق في الضيق: وهو: الفقد، والضرر، والضيق، ويشعل القلب غضب، أنا لا اكتفي بما اريد لنفسي ومطلوب مني ان انفق علي غيري، والإنفاق على الحاجة، فأنتَ بحاجة ماسة إلى هذا الشيء الذي تُعطيه طواعيةً، ولكنك تُفضّل الصدقة، وهذا ما يُسميه الله: صدقة. ولذلك، إذا أراد الله أن يُجازيك على خوفك من البخل على نفسك، وعلى المال وإنفاقه وأنتَ في أمسّ الحاجة إليه، يُسميه الله إحسانًا، فقد تكون خرجتَ لتوك من أزمة، وتحتاج إلى أشياء، وقد تبخل بالمال لتأمين مستقبل أولادك حتى لا يمروا بما مررتُ به، حتى أن رسول الله يقول عن الأطفال -فيما معناه (الأولاد مبخلة مجبنة) يجعلونك بخيلًا جبانًا، هل تتخيل؟
كظم الغضب
الغضب قاتل يا أخي. يرفع الضغط، ويرفع الكوليسترول، ويغير الوظائف الحيوية في الجسم، فتتسع حدقة العين وأنت ستتنفس غضبك، فتأخذ حقوقًا أكثر مما لديك، أو تظلم، أو تؤذي من أمامك، جسديًا أو نفسيًا، جرحًا غائرًا لن يندمل إذا كبت هذا الغضب من البداية، لا لمن أثار غضبك، بل لله... تعالى - وكأن دائرة العنف تُغلق، فدائرة العنف لا حدود لها، وهذا ما يفسر الانتقام في كل مكان يكون فيه الجهل سيد المواقف، حتى لو كان أهله يعرفون القراءة والكتابة، فكبت الغضب. إنه حل مجتمعي ينهي دائرة العنف، ولذلك سماه الله تعالى إحسانًا، أما العفو عن الناس فهو علامة الكرم، السمو - التسامي: دفاع ناضج عن النفس لناضجين حقًا. اللهم اجعلنا من المحسنين، اللهم إنه على أنفسنا الفقيرة إيمانياً أمراً صعباً فيسره علينا.
يقول الله تعالى
إن رحمة الله قريب من المحسنين (٥٦ سورة الأعراف)
إن الله لا يضيع أجر المحسنين (١٢٠ سورة التوبة)
ثانيًا: الأحاديث الشريفة
الحديث الأول
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: ((إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته))
التعليق
ولتعز بذبيحته. لا تعذب أحداً من خلق الله، سواء كان إنساناً أو حتى حيواناً، فأنت لست ماهراً في عملك، وإن كنت جزاراً فأتقن عملك من شحذ السكين قبل الذبح، وإن كنت موظفاً في شركة كبيرة فلا تدع الناس يتكالبون عليك على أخطائك، فأنت مشغول بالملبس وتزيينه، فمهارتك ملكك، وتقاس بمدى إتقانك فيها: قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه وأرضاه-: قيمة المرء ما يُحسن، هذه هي قيمتك الحقيقية في الحياة -لا طولك ولا عرضك ولا كثرة عائلتك ولا غير ذلك- إلا أن تزيد شرفاً على جماعة الأشراف الذين تتمتع بهم بإحسانك -إن كنت محسناً.
الحديث الثاني
(الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك). الراوي: أبو هريرة وعمر بن الخطاب | الراوي: الألباني | المصدر: صحيح الجامع
التعليق
(إننا نعبد الله على حرف - إلا من رحم الله - وما معنى هذا؟ إذا أعطانا وتمتعنا بالجميل فرحنا فرح الأطفال وعبدناه وشكرناه، وإذا جاء غيره بكينا بكينا). فما هو سيد الموقف (قلة العمل له - سبحانه أو تركه) الإحسان ليس هذا ولا ذاك. الإحسان هو أن تكون كالسيف القاطع، تعمل وتتقن، وعندما تأخذ ما يرضيك أو ما لا يرضيك، فأنت لست طفلاً الآن، أنت بالغ بما فيه الكفاية، فكرة الإحسان في الإسلام (منهج حياة) حقيقة أنك جعلته مرحلة من حياتك (عند الأخذ فقط)، هذه مشكلة في تفكيرك، وليست في الإسلام. فالحديث يُظهر لنا أننا نراقب أنفسنا، وأنت تعلم أنك لو خضعت لها يومًا لضجرت، فما بالك في الإسلام (منهج الحياة) أن الله ونفسه هما من يراك ويحصي أعمالك. - سبحانه - يا لطيف، كدتَ أن تنسى أنه يراك، أليس كذلك؟ كلنا هذا الشخص ونُخطئ في حقه بكل أريحية. هذا ما لا نستطيع فعله مع المدير الذي يضع كاميرات في مكتبك، أليس كذلك؟ ولكن لماذا يقول لك هذا الحديث (أن تعبد الله كأنك تراه) وفيه دلالتان: الأولى: أن الناس سيصلون إلى المادية يومًا ما، وستصبح منهج حياة، فلا يكاد يُعبد شيء إلا ولابد ان ويراه أمام عينيه. الدلالة الثانية: أنك تراقب نفسك، كأنك تحت كاميرا مراقبة، وهذا يعني أنك تُحسن العمل.
ختامًا،
عد إلى معاني الإحسان، ورجاءً: لا تجعل الإحسان مجرد مراقبة من الله، بل إن قيمتك الحقيقية في الحياة أمام الله وأمام الناس تتحدد بمقدار إحسانك: أي إتقانك للعمل، ولا يجرؤ أحد على إكمال ما لم تتقنه أنت.
Ihsan: The ability to work or benefit people. Before we begin, here's a note: God Almighty is not mentioned in a verse, for example (Allah loves Muslims) unless the attribute of faith, ihsan, or good deeds is added to it. Is there a secret in this? Allah knows best, but Islam is the key to entering the presence of Allah Almighty, and it means nothing without the addition of faith and good deeds. Note that in the long hadith of Gabriel, ihsan came third, which is an ascending, not descending, order. Allah Almighty says: (So inform Us of its interpretation. Indeed, We see you among the doers of good.)
God Almighty said:
﴿ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ ۖ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾[ يوسف: 78]
“They said, ‘O Exalted One, indeed he has an elderly father, so take one of us in his place. Indeed, we see you as one of the doers of good.’” [Yusuf: 78]
How did they know (since they were registered as dangerous by the definition of security) that our master Joseph was a benefactor? Were there signs on his face? His actions? Or both? God Almighty says: “Indeed, whoever fears God and is patient - then indeed, God does not allow to be lost the reward of the doers of good.” [Yusuf: 90] Here, the verse indicates that piety and patience equal goodness (ihsan) (a formula that only makes things easy for those whom God makes easy). Have you experienced patience in a matter you desperately wanted but it did not come to pass, and you did not despair, but you persisted in your piety? If so, then you are a righteous person. To learn about some of the characteristics of the doers of good, we hope that we will be influenced by this innate nature, even if only a few times in our lives, so that we may receive its reward in this world before we reach the afterlife. God Almighty says (And do good. Indeed, God loves the doers of good) (195) Surah Al-Baqarah, the last verse: If you are a doer of good, then you are close to God, and if you are not a doer of good, then you are not loved by God. But I am a Muslim and is that enough? No, no, it is not enough. God loves the benefactors with a great love.
Perhaps he is more beloved to God than you. This is nonsense. No, it's not nonsense. God's love equals your goodness, so do as you wish. God Almighty says: "Indeed, God is with those who fear Him and those who are doers of good."
God Almighty also says:
{الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: ١٣٤]
{Those who spend [in charity] during ease and hardship, who restrain anger and pardon the people - and God loves the doers of good.} [Al Imran: 134]
So, there are three things that distinguish them:
1. They spend in prosperity and adversity = ihsan.
2. They suppress anger = ihsan.
3. They forgive people = ihsan.
Spending in prosperity and adversity is a quality that merits the degree of ihsan. Ihsan is neither part of Islam nor of faith. Rather, ihsan is a higher rank in Islam. But why? Spending in times of hardship: which is loss, harm, and distress, ignites anger in the heart. I am not satisfied with what I want for myself, and I am required to spend on others. Spending when needed means that you are in dire need of what you give voluntarily, but you prefer Ihsan (Benevolence), and this is what God calls charity. Therefore, if God wants to reward you for your fear of being stingy with yourself, with money, and spending it when you are in dire need of it, He calls it benevolence. You may have just emerged from a crisis and need certain things, and you may be stingy with money to secure your children's future so they don't go through what I went through. The Messenger of God even said about children—meaning, "Children are a source of miserliness and cowardice." Can you imagine that?
Suppressing Anger
Anger is deadly, my brother. It raises blood pressure, raises cholesterol, and alters the body's vital functions. Your pupils dilate as you vent your anger, taking more rights than you have, committing injustice, or harming those around you, physically or psychologically. This is a deep wound that will not heal if you suppress this anger from the start—not for the one who angered you, but for God Almighty. It's as if the cycle of violence is closing, for the cycle of violence is limitless. This explains revenge everywhere where ignorance reigns, even if the people there know how to read and write. So suppress your anger. It is a societal solution that ends the cycle of violence, and that is why God Almighty called it benevolence. Forgiving people is a sign of generosity, transcendence - sublimity: mature self-defense for the truly mature. O God, make us among the benefactors. O God, this is a difficult task for our souls, who are poor in faith, so make it easy for us.
God Almighty says:
إن رحمة الله قريب من المحسنين (سورة الأعراف ٥٦)
Indeed, the mercy of God is near to the doers of good (Surat Al-A'raf 56)
إن الله لا يضيع أجر المحسنين (سورة التوبة 120)
Indeed, God does not waste the reward of the doers of good (Surat At-Tawbah 120)
Second: The Noble Hadiths
The First Hadith
On the authority of the Messenger of God, may God bless him and grant him peace, who said: “God has prescribed excellence in all things. So when you kill, kill in the best possible way. When you slaughter, slaughter in the best possible way. Let each of you sharpen his blade.”
The Comment
And be honored by his sacrifice. Do not torture any of God's creation, whether human or even animal, for you are not skilled in your work. If you are a butcher, then master your work, such as sharpening the knife before slaughtering. If you are an employee of a large company, do not let people attack you for your mistakes. You are busy with clothing and its decoration. Your skill is yours, and it is measured by the extent of your mastery. Ali ibn Abi Talib (may God be pleased with him) said: "The value of a person is what he does well. This is your true value in life—not your height, width, the size of your family, or anything else—unless you increase your honor above the group of nobles you enjoy through your goodness—if you are a good person."
Hadith 2
(Goodness is to worship God as if you see Him, and if you do not see Him, then He sees you.) Narrated by: Abu Hurairah and Umar ibn al-Khattab | Narrated by: Al-Albani | Source: Sahih al-Jami'
The Comment
(We worship God on an edge- except for those upon whom God has mercy - and what does this mean? If He gives us and we enjoy His favor, we rejoice like children, worship Him and thank Him, and if someone else comes, we cry like children.) So what is the master of the situation (lack of work for Him - Glory be to Him - or abandoning it)? Goodness is neither this nor that. Goodness is to be like a sharp sword, working and mastering it, and when you receive what pleases you or what does not please you, you are no longer a child now; you are an adult enough. The idea of goodness in Islam (a way of life) is the fact that you have made it a phase of your life (only when receiving). This is a problem with your thinking, not with Islam. The hadith shows us that we monitor ourselves, and you know that if you ever submitted to it, you would become bored. So what about Islam (a way of life) that God and Himself are the ones who see you and count your deeds? - Glory be to Him - O Gracious One, you almost forgot that He sees you, didn't you? We are all that person and we sin against Him with all ease. This is something we can't do with a manager who installs cameras in your office, right? But why does this hadith tell you, "Worship God as if you see Him," have two implications: First, people will one day reach materialism, and it will become a way of life, with hardly anything worshipped without necessarily seeing it before their eyes. Second, it means you're monitoring yourself, as if you were under surveillance, which means you're doing your job well.
Comments
Post a Comment