نعيم القبر وعذابه The bliss and torment of the grave

 

حياة البرزخ حياة  بين الدنيا والآخرة

فهي أول منازل الآخرة التي فيها نعيم أو عذاب، وتكون بداية هذه الحياة حينما تقبض روح الإنسان، وتستمر حتى يُبعث الإنسان وتقوم الساعة. عندما يحين موعد خروج الروح من الإنسان في هذه الدنيا تتنزل الملائكة على العبد ، ويعرف ما ينتظره بعد الموت من خير أو شر‏.‏


تبدأ حياة البرزخ 

مع نزول الإنسان إلى قبره، فالقبر أول منازل الآخرة.قال رسول الله ﷺ: «إن القبر أول منزل من منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُ منه فما بعده أشد منه ) (الترمذي) فتُعادُ روحُه في جسده ، ويأتيه ملكان فيجلسانه .فيقولان له: مَن ربك ؟ فيقـول: هاه هاه لا أدري .فيقولان له: ما هذا الرجلُ الذي بُعِثَ فيكم ؟فيقول هاه هاه لا أدري ، " سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته "فينادي منادٍ من السماء: أن كذب عبدي فأفرشوه من النار ، وافتحوا له باباً إلى النار ، فيأته من حرِّها وسمومها ، ويضيق عليه قبره حتى تختلفَ فيه أضلاعُه.ويأتيه رجلُُ قبيح الوجه ، قبيح الثياب ، منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسؤوك ، هذا يومُك الذي كنت توُعد فيقول: مَن أنت ؟ فوجهُك الوجه الذي يجيء بالشر ،فيقول: أنا عملك الخبيث فيقول: ربِّ لا تقم الساعة رواه الإمام أحمد


عذاب القبر ليس خاصاً بالكافرين

 ففي حديث البخاري قال صلى الله عليه وسلم:(يُعَذَّبانِ وما يُعَذَّبانِ في كبير، ثم قال: بلى، كان أحدُهما لا يَستَتِرُ من بوْلِه، وكان الآخر يمشي بالنَّميمة) 

لا يستتر من البول : أى عدم ترك أي أثر للبول على البدن أو الثياب، والتطهر من ذلك . 

النميمة: هي نقل الكلام بين الناس بقصد الإفساد والإيقاع بينهم، وهي من كبائر الذنوب.


       أرواح الموتى تتلاقى وتتزاور

الأرواح قسمان 

1-    أرواح معذبة

فهي في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي.

2-    أرواح منعمة

وهي مرسلة غير محبوسة ، تتلاقى وتتزاور وتتذاكر  ما كان منها في الدنيا ، وما يكون من أهل الدنيا. فتكون كل روح مع رفيقها الذي هو على مثل عملها ، وروح نبينا صلى الله عليه وسلم في الرفيق الأعلى.

 

  عذاب القبر ثابت بالقران والسنه

عذاب القبر ثابت بالكتاب والسنة وصحيح السيرة النبوية، ومن ثم ينبغي على المسلم الإيمان والتصديق به، وأن يسارع إلى ما ينجيه منه، ويحرص على الاستعاذة من عذابه، ففي الصحيحين عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت: سألتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر،قال: نعم، عذاب القبر حق.


النعيم والعذاب بالروح والبدن 

مذهب سلف الأمة وأئمتها أجمعوا أن الميت إذا مات يكون في نعيم أو عذاب ، وأن ذلك يحصل لروحه وبدنه ، وأن الروح تبقى بعد مفارقة البدن منعمة أو معذبة وأنها تتصل بالبدن أحياناً ، ويحصل له معها النعيم أو العذاب.ثم إذا كان يوم القيامة أعيدت الأرواح إلى الأجساد ، وقاموا من قبورهم لرب العالمين وعذاب القبر ثابت بالكتاب والسنة ، ومن كان مستحقاً له ناله نصيبه من العذاب سواء قبر أو لم يقبر  فسواء أكلته السباع أو أحرق حتى صار رماداً ونُسف في الهواء ، أو صلب ، أو غرق في البحر ، وصل إلى روحه وبدنه من العذاب ما يصل إلى القبور ، بقدرة الله عز وجل.


التعوذ من عذاب القبر سنة نبوية 

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان يتعوذ من عذاب القبر، وعذاب جهنم، وفتنة الدجال)رواه مسلم

وقال صلي الله عليه وسلم (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر) رواه البخاري

وكان صلوات الله وسلامه عليه يوصي أصحابه رضوان الله عليهم أن يتعوذوا من عذاب القبر كما ورد ذلك في أحاديث ومواقف كثيرة.


       تعرف الأموات بزيارة الأحياء وسلامهم عليهم 

قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلم يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فَيُسَلم عليه ، إلا رد الله عليه روحه ، حتى يرد عليه السلام"وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه فيقول المسلّم "السلام عليكم دار قـومٍ مؤمنين"ةوقد ذكر عن السلف بأن الميت يعرف زيارة الحي له ، ويستبشر به.ةوقد ثبت في الصحيح أن الميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه.


أصناف الناس عند الموت 

أولاً: موت الأولياء  

قال تعالى 

"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ"


عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أُقعِدَ المؤمنُ في قبره أُتِيَ، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله)


فذلك قال تعالى:

"{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} نزلت في عذاب القبر".


ثانياً: موت المؤمن  

في حديث رواه أبو داود عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال‏:‏ كان النبي ﷺ إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه وقال( استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت ، فإنه الآن يسأل‏)  جاء في الحديث الصحيح: قال البراء بن عازب: ( كُنَّا في جنازةٍ في بقيع الغرقـد ، فأتانا النبي صلى الله عليه وسلم فقعد ، وقعدنا حوله فقال: " أعوذ بالله من عذاب القبر" – ثلاث مرات – ثم قال: فى القبر تُعاد للميت روحُه في جسده ، فيأتيه ملكان فيجلسانه ، فيقولان له مَن ربُّك ؟ فيقول : ربي الله فيقولان له: ما دينك ؟ فيقول: ديني الإسلام .فيقولان له: ما هذا الرجلُ الذي بُعث فيكم ؟فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم . فيقولان له: وما عِلْمُك ؟ فيقول: قرأتُ كتابَ الله ، فآمنت به ، وصدَّقتُ فينادي منادٍ من السماء: أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة ، وافتحوا له باباً من الجنة، قال: فيأتيه من ريحها وطيبها ، ويُفسح له في قبره مدّ بصره، قال: ويأتيه رجلُُ حَسَنُ الوجه ، حَسَنُ الثياب ، طَيِّبُ الرِّيح ، فيقول: أبشرْ بالذي يسرُّكَ هذا يومك الذي كنت توعد .فيقول له: مَن أنت ؟ فوجهُك الوجه الذي يجيءُ بالخير، فيقول: أنا عملُك الصَّالح .فيقول: ربّ أقمِ السَّاعةَ حتى أرجعَ إلى أهلي ومالي.


ثالثاً: موت الشهداء 

قال تعالي  

"وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا".

ومن يستجب لأوامر الله تعالى وهدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فأولئك الذين عَظُمَ شأنهم وقدرهم، فكانوا في صحبة مَن أنعم الله تعالى عليهم بالجنة من الأنبياء والصديقين الذين كمُل تصديقهم بما جاءت به الرسل، اعتقادًا وقولا وعملا والشهداء في سبيل الله وصالح المؤمنين، وحَسُنَ هؤلاء رفقاء في الجنة.


رابعاً: موت الكافرين  

قال تعالي

وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنفُسَكُمُ ۖ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)

ومَن أشدُّ ظلمَّا ممَّن اختلق على الله تعالى قولا كذبًا، فادعى أنه لم يبعث رسولا من البشر، أو ادعى كذبًا أن الله أوحى إليه ولم يُوحِ إليه شيئًا، أو ادَّعى أنه قادر على أن يُنْزل مثل ما أنزل الله من القرآن؟ ولو أنك أبصرت -أيها الرسول- هؤلاء المتجاوزين الحدَّ وهم في أهوال الموت لرأيت أمرًا هائلا والملائكة الذين يقبضون أرواحهم باسطو أيديهم بالعذاب قائلين لهم: أخرجوا أنفسكم، اليوم تهانون غاية الإهانة، كما كنتم تكذبون على الله، وتستكبرون عن اتباع آياته والانقياد لرسله.


قال تعالى:

﴿ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون﴾ [المؤمنون: 100]

قال قتادة 

 ما تمنى أن يرجع إلى أهله وعشيرته ولا ليجمع الدنيا ويقضي الشهوات ، ولكن تمنى أن يرجع فيعمل بطاعة الله ، فرحم الله امرءا عمل فيما يتمناه الكافر إذا رأى العذاب ، ( كلا ) كلمة ردع وزجر ، أي : لا يرجع إليها ، ( إنها ) يعني : سؤاله الرجعة ، ( كلمة هو قائلها ) [ ولا ينالها ] ( ومن ورائهم برزخ ) أي : أمامهم وبين أيديهم حاجز ، ( إلى يوم يبعثون ) والبرزخ الحاجز بين الشيئين ، واختلفوا في معناه هاهنا ، فقال مجاهد : حجاب بينهم وبين الرجوع إلى الدنيا .


                                                    عذاب القبر ونعيمه أمرٌ غيبي

 ثابت بنصوص الكتاب والسُنة، ويلحق الروح والبدن معاً، وقد نُقِل اتفاق أهل السُنة على ذلك.

قول الله تعالى عن آل فرعون

{النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}(غافر:46).

 لقد أصابهم الغرق أولا وهلكوا، ثم يُعذَّبون في قبورهم حيث النار يُعرضون عليها صباحًا ومساء إلى وقت الحساب، ويوم تقوم الساعة يقال: أدخلوا آل فرعون النار؛ جزاء ما اقترفوه من أعمال السوء. وهذه الآية أصل في إثبات عذاب القبر.


وقال تعالى

((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))

  يا أيتها النفس المطمئنة إلى ذِكر الله والإيمان به، وبما أعدَّه من النعيم للمؤمنين، ارجعي إلى ربك راضية بإكرام الله لك، والله سبحانه قد رضي عنك، فادخلي في عداد عباد الله الصالحين، وادخلي معهم جنتي.

 وهذا يدل على تلاقيهم من ثلاثة أوجه :

1-    أنهم ( أحياء ) والأحياء يتلاقون

2-    إنهم إنما يستبشرون بإخوانهم لقدومهم عليهم ولقائهم لهم

3-    أن لفظ ( يستبشرون) يفيد أنهم يبشر بعضهم بعضاً

 

       الأسباب المنجية من عذاب القبر 

1- التوبة 

قال تعالي 

(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ .. التحريم 8)

يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه، ارجعوا عن ذنوبكم إلى طاعة الله رجوعا لا معصية بعده، عسى ربكم أن يمحو عنكم سيئات أعمالكم، وأن يدخلكم جنات تجري من تحت قصورها الأنهار، يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه، ولا يعذبهم، بل يُعلي شأنهم، نور هؤلاء يسير أمامهم وبأيمانهم، يقولون: ربنا أتمم لنا نورنا حتى نجوز الصراط، ونهتدي إلى الجنة، واعف عنَّا وتجاوز عن ذنوبنا واسترها علينا، إنك على كل شيء قدير.



قَالَ الْقُرَظِيُّ

 يَجْمَعُهَا أَرْبَعَةُ أَشْيَاءَ: الِاسْتِغْفَارُ بِاللِّسَانِ، وَالْإِقْلَاعُ بِالْأَبْدَانِ، وَإِضْمَارُ تَرْكِ الْعَوْدِ بِالْجَنَانِ، وَمُهَاجَرَةُ سَيِّئِ الْإِخْوَانِ." انتهى، من "تفسير البغوي" (8/169) 


2    الرباط في سبيل الله

 فعن فَضَالةَ بن عُبيدٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله(ﷺ) قال: (كل الميت يختم على عمله إلا المرابط، فإنه ينمو له عمله إلى يوم القيامة، ويؤمن من فتان القبر) رواه أبو داوود والترمذي وذلك لأن المرابط ينتظر صيحة العدو يومه وليلته، في موضع يشتدّ الخوف فيه ويقترب فيه من المنيّة، فكان له مثل فضل المقاتل في سبيل الله الشهيد في ساحات المعارك، فينجو من فتنة القبر.

 

3-    الشهادة في سبيل الله

قال تعالى

 ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ *فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ*﴾ (آل عمران)

 

4-    قراءة سورة ( تبارك) كل ليلة 

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: ( إن سورة من القرآن، ثلاثون آية، شفعت لرجل حتى غفر له، وهي: {تبارك الذي بيده الملك} (الملك) رواه أحمد والترمذي .

وورد هذا المعنى أيضاً في حديث مرفوع ولفظه: ( هي المانعة، هي المنجية؛ تنجيه من عذاب القبر) أخرجه الترمذي.

 

5-    الموت في يوم الجمعة أو ليلتها 

فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر ) رواه أحمد و الترمذي.

 

6- المبطون

ودليله ما رواه عبد الله بن يسار رحمه الله أنه قال: كنت جالساً وسليمان بن صرد وخالد بن عرفطة رضي الله عنهما، فذكروا أن رجلاً توفي مات بداء ببطنه. فقال أحدهما للآخر: " ألم يقل رسول الله – صلى الله عليه وسلم- : (من يقتله بطنه، فلن يعذب في قبره)؟ فقال الآخر: بلى " رواه النسائي. والمقتول بسبب مرض بطنه يُسمّى المبطون كما جاء في بعض الروايات، وقد بشّر صاحبه بالشهادة، وليس في السنّة تحديدٌ لماهيّة المرض أو نوعه فاحتُمل عمومه.

 

٦-الاستعاذة بالله من فتنة القبر وعذاب القبر

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إذا تشهد أحدكم فليستعذ بالله من أربع، يقول: اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال ) رواه مسلم. ومعلومٌ أن الدعاء من العبادات العظيمة التي شرعها الله سبحانه وتعالى لعباده.


أسئلة شائعة  

   هل تنتفع أرواح الموتى بشيء من سعي الأحياء ، أم لا؟ 

أنها تنتفع من سعي الأحياء بأمرين مجمع عليهما بين أهل السنة.


الصدقة الجارية

 وهي كل عمل صالح يُتصدق به ويوهب ثوابه لميت ، مثل بناء مسجد، حفر بئر، وقف كتب، أو أي عمل خيري مستمر وأيضا  نشر علم  أو الأولاد الصالحين. ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله عن الصدقة الجارية: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له). ويفهم من الحديث أن الصدقة الجارية ما كان أجرها مستمراً يصل إلى صاحبها، حتى ولو مات وانقطع عمله.


دعاء المسلمين له ، واستغفارهم له ، والصدقة والحج 

أما بقية العبادات البدنية: كالصوم والصلاة وقراءة القرآن والذكر فقد اختلفوا في وصول ثوابها إليه. وقد اختار ابن القيم – رحمه الله – وصول ثواب ذلك كله للميت وقال: "الذي أوصل ثواب الحج والصدقة  هو بعينه الذي يوصل ثواب الصيام والصلاة وقراءة القرآن والاعتكاف 

The Barzakh life is the life between this world and the Hereafter

It is the first stage of the Hereafter, which encompasses both bliss and torment. This life begins when a person's soul is taken and continues until the person is resurrected and the Hour of Resurrection arrives. When the time comes for the soul to depart from a person in this world, the angels descend upon the person, and he learns what good or evil awaits him after death.

The life in Barzakh begins with

 a person's descent into his grave. The grave is the first abode in the Hereafter. The Messenger of God, may God bless him and grant him peace, said: "The grave is the first abode in the Hereafter. If one is saved from it, what comes after it is easier. If one is not saved from it, what comes after it is more difficult." (At-Tirmidhi) Then his soul is returned to his body, and two angels come to him and make him sit up. They say to him: Who is your Lord? He will say: “Huh, huh, I don’t know.” They will say to him: “Who is this man who was sent among you?” He will say: “Huh, huh, I don’t know.” “I heard the people saying something, so I said it.” Then a voice will call from the heaven: “My servant has lied, so spread out a bed for him from the Fire and open for him a door to the Fire.” So he will be visited by its heat and its poisonous winds, and his grave will be made narrow for him until his ribs overlap. Then a man with an ugly face, ugly clothes, and a foul odor will come to him and say: “Receive good tidings of that which will displease you. This is the Day which you were promised.” He will say: “Who are you? Your face is the face that brings evil.” He will say: “I am your evil deed.” He will say: “O Lord, do not establish the Hour.” Narrated by Imam Ahmad


The torment of the grave is not limited to unbelievers

In a hadith by Bukhari, the Prophet (peace and blessings be upon him) said: "They will be punished, but they will not be punished for a major sin." Then he said: "Yes, one of them did not protect himself from his urine, and the other spread gossip."

"Does not protect himself from urine": meaning, not leaving any trace of urine on the body or clothing, and purifying oneself from it.

" The Gossip": is the transmission of words among people with the intent to cause discord and division between them. It is a major sin.

The souls of the dead meet and visit each other.


The souls are divided into two categories

1. The tormented souls

They are too preoccupied with their torment to visit each other.

2. The blessed souls

They are free and not imprisoned. They meet, visit each other, and reminisce about their past and future. Thus, each soul is with its companion, who is like them in their deeds. The soul of our Prophet, peace and blessings be upon him, is in the highest companionship.

The torment of the grave is proven by the Qur'an and Sunnah

The torment of the grave is proven by the Qur'an, the Sunnah, and the authentic biography of the Prophet. Therefore, Muslims should have faith and belief in it, hasten to seek what will save them from it, and strive to seek refuge from its torment. In the two Sahihs, it is narrated on the authority of the Mother of the Believers, Aisha, that she said: "I asked the Prophet, peace and blessings be upon him, about the torment of the grave. He said: 'Yes, the torment of the grave is real.'" Bliss and Torment of the Soul and Body


The doctrine of the early Muslims and their Imams is unanimous that when a person dies, he or she experiences either bliss or torment, and that this applies to both their soul and body. The soul remains after departing from the body, experiencing bliss or torment, and that it sometimes connects with the body, experiencing bliss or torment with it. Then, on the Day of Resurrection, the souls will be returned to their bodies, and they will rise from their graves to face the Lord of the Worlds. The torment of the grave is established in the Qur'an and Sunnah. Whoever deserves it will receive their share of torment, whether they are buried or not. Whether they are eaten by wild beasts, burned to ashes and blown into the air, crucified, or drowned in the sea, their soul and body will experience the same torment as the graves, by the power of God Almighty.

Seeking refuge from the torment of the grave is a Sunnah of the Prophet.

On the authority of Abu Hurairah (may Allah be pleased with him), the Prophet (peace and blessings be upon him) said: "He used to seek refuge from the torment of the grave, the torment of Hell, and the trial of the Antichrist." (Narrated by Muslim)


He (peace and blessings be upon him) also said: "O Allah, I seek refuge in You from the torment of the grave." (Narrated by al-Bukhari)


The Prophet (peace and blessings be upon him) used to advise his companions (may Allah be pleased with them) to seek refuge from the torment of the grave, as mentioned in many hadiths and situations.


The reasons for Salvation from the Torment of the Grave

1- The repentance

God Almighty said:

(يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار...) [سورة التحريم: 8]

(O you who have believed, repent to God with sincere repentance. Perhaps your Lord will remove from you your misdeeds and admit you to gardens beneath which rivers flow... [Surat At-Tahrim: 8])


O you who have believed in God and His Messenger and acted according to His law, return from your sins to obedience to God, a return without disobedience after that. Perhaps your Lord will erase from you the evil of your deeds and admit you to gardens beneath whose palaces rivers flow. On the Day when God will not disgrace the Prophet and those who believed with him, nor will He punish them, but rather will exalt their status. The light of these will go before them and by their right hand. They say: Our Lord, perfect for us our light so that we may cross the path and be guided to Paradise. Pardon us and overlook our sins and conceal them for us. Indeed, You are able to do all things.


Al-Qurazi said:

Four things combine them: seeking forgiveness with the tongue, abstaining with the body, concealing the intention of abandoning the sin with the heart, and abandoning bad friends. End quote from Tafsir al-Baghawi (8/169).


2. The Ribat in the Path of Allah

Fadalah ibn Ubayd (may Allah be pleased with him) reported that the Messenger of Allah (peace and blessings be upon him) said: “The deeds of every deceased person are sealed except for the one who guards the borders, for his deeds will continue to grow until the Day of Resurrection, and he will be safe from the trials of the grave.” Narrated by Abu Dawud and al-Tirmidhi. This is because the one guarding the borders awaits the enemy’s cry day and night, in a place where fear is intense and approaching. In it, he is saved from death, and thus he has the same merit as a fighter in the cause of God, a martyr on the battlefield, who is saved from the trial of the grave.


3- The Martyrdom in the Cause of God

God Almighty says:

"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا، بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله، ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم، ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون". (آل عمران)

“And never think of those who are killed in the cause of God as dead. Rather, they are alive with their Lord, receiving provision. Rejoicing in what God has given them of His bounty and rejoicing for those who have not yet joined them from behind them that there is no fear concerning them, nor will they grieve.” (Al Imran)


4- Reciting Surah Al-Mulk every night

On the authority of Abu Hurairah, may God be pleased with him, It was narrated from Abu Hurayrah (may Allah be pleased with him) that the Prophet (peace and blessings be upon him) said: “A surah of the Qur’an, consisting of thirty verses, interceded for a man until he was forgiven. It is: {Blessed is He in whose hand is dominion} (al-Mulk). Narrated by Ahmad and al-Tirmidhi.


This meaning was also mentioned in a hadith with the wording: “It is the protector, it is the savior; it saves him from the torment of the grave.” Narrated by al-Tirmidhi.


5- The death on Friday or Friday night

Abdullah ibn Amr (may Allah be pleased with him) reported that the Prophet (peace and blessings be upon him) said: “There is no Muslim who dies on Friday or Friday night except that Allah will protect him from the trial of the grave.” Narrated by Ahmad and al-Tirmidhi.

6- Seeking refuge in God from the trial of the grave and the torment of the grave

On the authority of Abu Hurairah (may God be pleased with him), the Messenger of God (peace and blessings be upon him) said: “When one of you pronounces the Shahada (testimony of faith), let him seek refuge in God from four things: ‘O God, I seek refuge in You from the torment of Hell, from the torment of the grave, from the trials of life and death, and from the evil of the trial of the Antichrist.’” (Narrated by Muslim) It is well known that supplication is one of the great acts of worship that God Almighty has prescribed for His servants.


Frequently Asked Questions


Do the souls of the dead benefit from the work of the living, or not?


They benefit from the efforts of the living in two ways agreed upon by the Sunnis.


The continuous Charity

This is any good deed given in charity and the reward for it is given to a deceased person, such as building a mosque, digging a well, endowing books, or any ongoing charitable work, as well as spreading knowledge or fostering righteous children. It was reported that the Prophet (peace and blessings be upon him) said about ongoing charity: "When a person dies, his deeds cease except for three: ongoing charity, beneficial knowledge, or a righteous child who prays for him." This hadith indicates that ongoing charity is one whose reward continues to reach its giver, even if he dies and his deeds cease.


The Muslims' supplications for him, seeking forgiveness for him, charity, and Hajj

As for other physical acts of worship, such as fasting, prayer, reciting the Qur'an, and remembrance of Allah, scholars differed as to whether their reward reaches the deceased. Ibn al-Qayyim (may Allah have mercy on him) favored the fact that the reward for all of these acts reaches the deceased, saying: "The One who conveys the reward of Hajj and charity is the same One who conveys the reward of fasting, prayer, reciting the Qur'an, and seclusion."


 

Comments

المشاركات المميزة


أحكام العائلة The Family provision