أرض المحشر

                                         كيف يتواجد الناس في أرض المحشر؟


م: الترتيب في هذا الملف ليس ترتيب تراتبي ولكنه تخيلي

            1- شرار الخلق هم من تقوم عليهم القيامة وهم احياء                        بعد النفخة الأولي (نفخة الصعق)

قال الله تعالى

وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ الزمر/68

الحديث الأول 

وروى أحمد (3844) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :   إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ وَمَنْ يَتَّخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ   حسنه شعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند .

قال الشيخ السعدي، رحمه الله

" وَنُفِخَ فِي الصُّورِ وهو قرن عظيم، لا يعلم عظمته إلا خالقه، ومن أطلعه الله على علمه من خلقه، فينفخ فيه إسرافيل عليه السلام، أحد الملائكة المقربين، وأحد حملة عرش الرحمن. فَصَعِقَ أي: غشي أو مات، على اختلاف القولين: مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ أي: كلهم، لما سمعوا نفخة الصور أزعجتهم من شدتها وعظمها، وما يعلمون أنها مقدمة له. إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ممن ثبته الله عند النفخة، فلم يصعق، كالشهداء أو بعضهم، وغيرهم. وهذه النفخة الأولى، نفخة الصعق، ونفخة الفزع. ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ النفخة الثانية نفخة البعث فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ ينظرون أي: قد قاموا من قبورهم لبعثهم وحسابهم، قد تمت منهم الخلقة الجسدية والأرواح، وشخصت أبصارهم يَنْظُرُونَ ماذا يفعل الله بهم." انتهى من "تفسير السعدي" (729).

الحديث الثاني 

- تَقُومُ السَّاعَةُ والرَّجُلُ يَحْلُبُ اللِّقْحَةَ، فَما يَصِلُ الإناءُ إلى فيه حتَّى تَقُومَ، والرَّجُلانِ يَتَبايَعانِ الثَّوْبَ، فَما يَتَبايَعانِهِ حتَّى تَقُومَ، والرَّجُلُ يَلِطُ في حَوْضِهِ، فَما يَصْدُرُ حتَّى تَقُومَ.

التعليق 

إذن من سياق الحديثين الشريفين السابقين: الساعة تقوم فجأة والناس في شؤونهم اليومية ، لكنهم شرار الناس عند الله تعالي ، أما المؤمنين: فستأخذ ارواحهم ريح اليمن الباردة - ستتعرف عليها بعد قليل - 


2- نار اليمن العظيمة 

  خروج النار العظيمة، وهي من آخر أشراط الساعة الكبرى، وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة، قال رسول الله ﷺ: آخر علامات الساعة نار تخرج من اليمن، تطرد الناس إلى محشرهم، وهذه النار تسوق الموجودين في آخر الزمان من سائر أقطار الأرض إلى أرض الشام منها وهي بقعة المحشر والنشر خروج نارٍ في اليمن تسوق الناس إلى محشرهم ، إنه حدثٌ يُعدُّ الفاصل الحقيقي بين حياتين ، الحياة الدنيا والحياة الآخرة ، وهو آخر علامات الساعة وأشدها والله اعلم.

 التعليق 

ربما يقول قائل: ما هذه النار العظيمة التي تسوق الناس إلي أرض المحشر، ألن يكون هناك رجال اطفاء، أو دوريات اطفاء أو دول تبعث بمساعدات بمعدات اطفاء فائقة الجودة؟ نعم كلامك صحيح، لكن هل رأيت في يومنا هذا وليس يوم القيامة الذي لا نعلم أهو قريب منا الآن أم لا يزال بعيد، ما فعله تغير المناخ؟ وما فعلته الأعاصير المصحوبة بنيران، وأعتي الدول الغربية المتقدمة لا تستطيع اطفاء الغابات لمدة تزيد عن 6 شهور كاملة ، وهي تبعث مبعوثين من كل الدول المجاورة بأفضل المعدات لهذا المجال (مجال الإطفاء) وهذه نار الدنيا، فما بالنا والحياة كلها تتغير من علي وجه البسيطة 


3- ريح الشام الباردة التي تقبض أرواح المؤمنين

في صحيح مسلم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه -فيه ذكر الدجال إلى أن قال صلى الله عليه وسلم-: ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من خير أو إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلته عليه حتى تقبضه، قال: سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكراً فيتمثل لهم الشيطان فيقول ألا تستجيبون؟ فيقولون فما تأمرنا؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان وهم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور...

التعليق 

هل لاحظت: أن ريح تأتي من ناحية الشام تحديداً (سوريا ولبنان وفلسطين والأردن وما حولها) بريح باردة ، لم تكن ريح عاصفة ولا هي ريح ساخنة بل وصفها رسول الله صلي الله عليه وسلم بالبرودة، ربما لأن اليمن بقعة ساخنة جداً ، ربما غيرها ايضاً ساخنة بسبب تغير المناخ، فتأتي هذه الريح الباردة ترحم المؤمنين حتي في قبض أرواحهم والله أعلي واعلم 


4- بعد النفخة الثانية في الصور يصبحون في أرض المحشر مباشرة 

قال تعالي  

فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ * فَإِذَا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ {النازعـات:13-14}.

 فإنما هي نفخة واحدة، فإذا هم أحياء على وجه الأرض بعد أن كانوا في بطنها

قيل أن الساهرة: أرض جددها الله تعالي يوم القيامة للحساب عليها 

وقيل: الساهرة 

اسم الأرض السابعة يأتي بها الله تعالى فيحاسب عليها الخلائق، وذلك حين تبدل الأرض غير الأرض.

وقال الثوري: الساهرة: أرض الشام


 إطلالة حول الآية الكريمة 

السَّاهِرَةُ :الأَرضُ المستوية البيضاءُ؛ ومنها الساهرةُ التي يحشر الناس عليها
هي زجرة واحدة يا اخي، ولكنها ليست زجرة من اسد أو وحش بري، أو هي رمي قنبلة فدوي صوتها وصوت الناس تموت تحتها، لا - بل بدلاً من ذلك (زجرة - واحدة ) وانتهي الأمر، فإذا كل القبور اصبحت في المخيلة فقط، وكل الناس وجدوا انفسهم في مشهد جديد " الساهرة: أرض المنشر والمحشر" متخيل المشهد، انت لازلت تنفض تراب القبر، أنت وانا ونحن لازلنا ننعم مرة اخري بالتقاء الروح بالجسد الذي بلي ثم نبت لتوه، هكذا زجرة واحدة ، فإذا المشهد يتغير كاملاً، وهل هذا معقول؟ أخي العزيز: في دنيا الناس نقول عن بلد الصين "أم العجائب" إنهم يقومون بمشاهد للرقص فإذا بالراقصات الصينيات يتغير ملابسهن مباشرة بريموت كنترول أو غيره من التقنيات علي المسرح مباشرة دون الذهاب إلي أماكن لتغيير الملابس ومن ثم تتغير الرقصة إلي رقصة اخري، وهذا في دنيانا وهذا من قدرات البشر، فما بالك برب البشر، ولو كان لا يوجد ذلك في الحياة الآخرة ووجد اصحاب التكنولوجيات الهائلة في دار الدنيا لا يوجد تقنيات مستغربة في الآخرة، لقالوا - استغفر الله - اننا كنا بشر فقط ذوي قدرات فائقة وتفوقنا علي الإله، حاش وكلا 

هل يستطيع احد أن يتخلف عن التواجد في أكبر حدث عرفته البشرية؟ 

قال تعالي 

 ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ) مريم / 93

ما كل مَن في السموات من الملائكة، ومَن في الأرض من الإنس والجن، إلا سيأتي ربه يوم القيامة عبدًا ذليلا خاضعًا مقرًا له بالعبودية، لقد أحصى الله سبحانه وتعالى خَلْقَه كلهم، وعلم عددهم، فلا يخفى عليه أحد منهم

 إطلالة حول الآية الكريمة 

هلا لاحظت: (آتي الرحمن) أي آتين بكامل إرادتهم، وهنالك آية اخري تقول " وَإِن كُلٌّ لَّمَّا جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ" إذن هناك ناس ستأتي طواعية وناس ستأتي مغصوبة علي امرها، الأهم أنه لا أحد يستطيع عدم الحضور، لماذا ؟ ألأا يوجد قلاع وسفن في عرض البحار واماكن ليست مسكنة علي الخريطة الدولية لا يعلم عنها شيء إلا نخبة العالم؟ لا - لا يمكن عدم الحضور، فليس هناك لا محيطات ولا أعالي البحار ولا مناطق غير مأهولة بالسكان إلا السكان الأصليين، هنا أرض بيضاء لا شبهة لوجود تل هنا أو جبل هناك، والكل ينتظر مصيره ، هل لاحظت: جملة "لقد احصاهم وعدهم عدا" بالتأكيد، وما معني هذا؟ هل انت رجل إحصاء ؟ ما أكبر احصاء قمت بعمله في دنياك؟ هل كان لعدد غفير من الناس يمتد لــ 10 سنوات مثلا؟ لو كان فأنت رجل إحصاء من طراز رفيع، أما من يعمل في تعداد سكان بلد يبلغ اهله فوق 100 مليون شخص كما الصين فهي اكثر من 400 مليون إنسان، فهو من طراز أرفع منك، وهكذا، فتخيل ان الله تعالي يقوم بعمل احصاء وبنفسه لا يتركه لملك مقرب "لقد احصاهم وعدهم عدا" من أول آدم عليه السلام لآخر طفل رضيع يعلم الله تعالي في الأزل من هو سيولد علي هذه البسيطة، هل تعلم كم قرن مضي " القرن 100 عام" إنه 1400 عام ويزيد منذ الإسلام فقط، أريد من هذا كله: أن اعُلِمك أن الله تعالي احصاءه ليس مثل احصاءات بيو ولا غيرها، هذا احصاء الكون بأسره ، والأإرب "وعدهم عدا " واسمع " وكلهم آتيه يوم القيامة فردا" أي لا حاشية ولا خدم ولا حراس ولا حتي ظل يستظل به من الحر يومئذ .. حضر نفسك ، فكلنا ذاهبين إلي هذا الموعد لن نتخلف عنه ابدا ولن نستطيع.

       وصف ارض المحشر

قال تعالي 

{يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [إبراهيم:٤٨]

هذا الانتقام من الكفار يحصل يوم تقوم القيامة، يوم تُبَدَّل هذه الأرض أرضًا أخرى بيضاء نقية، وتبدل السماوات سماوات غيرها، وظهر الناس من قبورهم بأبدانهم وأعمالهم للوقوف بين يدي الله المنفرد بملكه وعظمته، القهار الذي يَقْهر ولا يُقْهر، ويَغْلب ولا يُغْلب.

قال أيضاً سبحانه

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا * فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا * لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا} [طه:١٠٥ – ١٠٧]

فيترك الأرض حينئذ منبسطة مستوية ملساء لا نبات فيها، لا يرى الناظر إليها مِن استوائها مَيْلا ولا ارتفاعًا ولا انخفاضًا


إطلالة حول الآيتين الكريمتين 

هل تتخيل المشهد، أرض ليس بها أي شيء من العمران، بطولها بعرضها، الناس مجتمعة مع بعضهم البعض من كل الأجناس والأعراق والألوان واختلاف اللغات في صعيد واحد، لا ينظر احدهم إلي الآخر، بل كل مشغول بنفسه وبحاله، لأن الصحف ستتطاير بعد قليل، وسيعرف كل منا جزاء سعيه (المشية في الدنيا التي لها هدف وهي ما بين المشي والجري) أي الكسب من هذه المشية التي تملأها الحماسة والعمل الذي يسبقه هدف

الحديث النبوي الأول 

وفي شعب الإيمان أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي، و في رواية: كالقرصة النقي ليس فيها لأحد علم


 الحديث النبوي الثاني 

أرض المحشر هي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (بيضاء نقية، كالفضة المذابة، ما ارتكبت عليها خطيئة ولا ذنب قط)


الوصف العام لأرض المحشر 

1- لون تربتها أبيض 

2- نقية ليس بها قمامة في الشوارع من اجتماع هذه الأعداد الغفيرة 

3- يشبهها الرسول صلي الله عليه وسلم (بالفضة المذابة) 

4- لم يرتكب عليها خطيئة ولا إثم، إذن هي أرض لم يعيش عليها احد

5-عفراء:  أي: ليْس بَياضُها بالنَّاصعِ، بل تَضرِبُ إلى الحُمرةِ قليلًا

6-  كَقُرْصَةِ خُبْزٍ نَقِيٍّ سالمٍ دَقيقُه مِن الغشِّ والنُّخالةِ

وقيل فيها: أي: ليس فيها حفرة، ولا تل ولا هضبة؛ وإنما هي أرض مستوية، كل شيء ظاهر فيها، فلا أحد يختبئ في حفرة، أو وراء تل أو جبل أبداً، بل كلها أرض واضحة المعالم 

ما الفرق بين كرامات النبي محمد صلي الله عليه وسلم (الكوثر والحوض)؟

الكوثر هو النهر الذي وعد الله به نبيه – صلى الله عليه وسلم – في الجنة أما الحوض هو مجمع الماء في أرض المحشر، وماؤه مستمد من الكوثر، فالكوثر والحوض ماؤهما واحد، إلا أن أحدهما في الجنة، والآخر في أرض المحشر


 حوض النبي محمد صلي الله عليه وسلم 

حديث ثوبان - رضي الله عنه - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم – سئل عن شراب حوضه، فقال: ( أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، يغت فيه ميزابان، يمدانه من الجنة، أحدهما: من ذهب، والآخر من ورق ) رواه مسلم .


إذن الوصف العام 
1- له ميزابان (واحد من ذهب وواحد من ورق) 
المِيزابُ : المِزرَابُ ، قناة أو ماسورة عموديّة يجري فيها الماء منصرفًا من أسطح الدُّور أو المواضع العالية، فينسكب على الأرض بعيدًا عن جدرانها
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم  ( يَغُت فيه ميزابان، يمدانه من الجنة، أحدهما من ذهب، والآخر من ورق ). يغت: أي يدفق دفقا شديدا متتابعاً، فتبين بهذا أن ماء الحوض مستمد من نهر الكوثر في الجنة 

التعليق 
كلنا يعلم أن الذهب حرام فيه الأكل والشرب للمسلمين ، وبالرغم من بعض فوائده حتي إنه يعالج به ويوضع في حشوات الأسنان، إلا أنه استخدامه المفرط في الأكل والشرب له عواقب وخيمة علي الصحة ، ولكننا الآن في الآخرة وقد تغير كل أذي جربه المؤمنين، أما بالنسبة لمزراب الورق: فهذا مما لا تفهمه عقولنا حقا، فهل يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم اللفظ الصحيح بمعني هل ما يقصده من الورق هو ما نعرفه ، مثل ورق البردي وورق من لحاء الأشجار وهكذا، إن كان فكيف لا ينقطع والماء يتدفق تدفق شديد من أعيل من نهر جار (نهر الكوثر) وبكميات وفيرة جداً، كيف؟ إنه الخالق، صحيح في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر، وهذه أول منازل الجنة بإذن الله بالطبع للمؤمنين، ونحن نؤمن بك يارب، فاللهم اجعلنا من ساكنين الجنان تفضلا لا عدلا يارب العالمين . 


2- لون الماء 

أشد بياض من اللبن 

3- طعم الماء 
أحلي من العسل

4- الشكل 
مرع في الغالب: طوله وعرضه سواء 

5- السعة 
ما بين أيلة (( من أيلة إلى عدن )  "أيلة" هي مدينة بالشام على ساحل البحر، وتطلق أيضا: على جبل ينبع بين مكة والمدينة)  وصنعاء "اليمن" وفي حديث آخر " حوضي من عدن إلى عمان البلقاء" وقيل أشياء اخر

وللجمع بين الروايات حول سعة الحوض يقول العلماء 

يقول الإمام القرطبي

 " ظن بعض الناس أن هذه التحديدات في أحاديث الحوض اضطراب واختلاف، وليس كذلك، وإنما تحدث النبي - صلى الله عليه و سلم - بحديث الحوض مرات عديدة، وذكر فيها تلك الألفاظ المختلفة، مخاطبا كل طائفة بما كانت تعرف من مسافات مواضعها، فيقول لأهل الشام: ما بين أذرح و جربا، و لأهل اليمن: من صنعاء إلى عدن، وهكذا، وتارة أخرى يقدر بالزمان، فيقول: مسيرة شهر، والمعنى المقصود: أنه حوض كبير متسع الجوانب والزوايا، فكان ذلك بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهات، فخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها، والله أعلم "

أول الشاربين من حوضه - صلى الله عليه وسلم-

ذكر – صلى الله عليه وسلم – صنفين من الناس سيكونون أول الشاربين من حوضه – صلى الله عليه وسلم –

 الصنف الأول: فقراء المهاجرين

 ويدل على ذلك ما رواه ثوبان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ( أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين، الشعث رؤوسا، الدنس ثيابا، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم السدد ) رواه الترمذي 

والصنف الثاني: أهل اليمن

 فعن ثوبان - رضي الله عنه - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم – قال: ( إني لبعقر حوضي، أذود الناس لأهل اليمن، أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم – يسيل عليهم - ... ) رواه مسلم ، قال الإمام النووي في شرحه: " معناه: أطرد الناس عنه غير أهل اليمن، .. وهذه كرامة لأهل اليمن في تقديمهم في الشرب منه، مجازاة لهم بحسن صنيعهم وتقدمهم في الإسلام، .. فيدفع غيرهم حتى يشربوا، كما دفعوا في الدنيا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعداءه والمكروهات " 

6- عدد الكؤوس 
بعدد نجوم السماء 

7- من يشرب منه 
لا يظمأ بعدها ابدا (بشري لأهل المجاعات وأهل عدم الوصول إلي الماء النظيف) 


حال منافقين المسلمين المُبعدين عن الحوض - لا جعلنا الله منهم - 

الحديث الأول 

عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال ( بينا أنا قائم، فإذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، فقلت: إلى أين ؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم ؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، قال: هلم، قلت: إلى أين ؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم ؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) رواه البخاري

والمعني

أنه لا يرده منهم إلا القليل؛ لأن الهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره " وواضح أن القلة هنا نسبية، أي: أن نسبة من يرد الحوض كبيرة لكن الذين يطردون أكبر من الذين يشربون 

الحديث الثاني  

ما رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ( أنا فَرطُكُم – أي أتقدمكم - على الحوض فمن ورده شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا . ليردنَّ علي أقوامٌ أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما بدلوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي ) 

الحديث الثالث 

ومنها ما رواه مسلم عن عائشة - رضي الله عنها – قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يقول - وهو بين ظهراني أصحابه -: ( إني على الحوض، أنتظر من يرد علي منكم، فوالله ليقتطعن دوني رجال، فلأقولن: أي رب مني ومن أمتي، فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم )

ما مواصفات المبعدين عن حوض النبي صلي الله عليه وسلم؟

قال الإمام القرطبي في "التذكرة"

 " قال علماؤنا - رحمة الله عليهم أجمعين -: فكل من ارتد عن دين الله، أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله، ولم يأذن به الله، فهو من المطرودين عن الحوض المبعدين عنه، وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين، وفارق سبيلهم، كالخوارج على اختلاف فرقها، .. والمعتزلة على أصناف أهوائها، فهؤلاء كلهم مبدلون، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور والظلم وتطميس الحق، وقتل أهله وإذلالهم، والمعلنون بالكبائر المستحفون بالمعاصي، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع، ثم البعد قد يكون في حال، ويقربون بعد المغفرة، إن كان التبديل في الأعمال، ولم يكن في العقائد " 

صفات الواردون حوضه صلى الله عليه وسلم من المؤمنين

1-   الصبر عند الأَثَرة

ويدل على ذلك حديث عبد الله بن زيد عن النبي - صلى الله عليه وسلم – في وصيته للأنصار - رضي الله عنهم -: ( إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ) متفق عليه، ومعنى ستلقون بعدي أثرة، أي: أن الأمراء بعدي يفضلون عليكم غيركم ممن هو أقل كفاءة منكم

2-   عدم الدخول على أئمة الجور ممالأةً ونفاقاً لهم

فعن كعب بن عجرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: ( أنه ستكون بعدي أمراء، من دخل عليهم فصدقهم بكذبهم، وأعانهم على ظلمهم، فليس مني ولست منه، وليس يرد علي الحوض، ومن لم يدخل عليهم، ولم يصدقهم بكذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم، فهو مني وأنا منه، وسيرد على الحوض ) رواه الترمذي والنسائي 



حال الناس في أرض المحشر
 

الملابس "حفاة عراة" - وأول من يكسي ابراهيم الخليل - عليه السلام- 

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عنْهمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ 

 ( إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلا ) ثُمَّ قَرَأَ : ( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) وَأَوَّلُ مَنْ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ وَإِنَّ أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِي يُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ أَصْحَابِي أَصْحَابِي فَيَقُولُ إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ : ( وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ) رواه البخاري 3349 


وعن عَائِشَةَ رَضِي اللَّه عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ 

 (تُحْشَرُونَ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلا ) قَالَتْ عَائِشَةُ : فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ ! فَقَالَ: ( الأَمْرُ أَشَدُّ مِنْ أَنْ يُهِمَّهُمْ ذَاكِ ) رواه البخاري 6527 .


وجاء في الحديث أن الإنسان يبعث في الثياب التي مات فيها

 عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ دَعَا بِثِيَابٍ جُدُدٍ فَلَبِسَهَا ثُمَّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ الْمَيِّتَ يُبْعَثُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا ) رواه أبو داود ( 3114 ) وصححه الألباني في السلسة الصحيحة 1671


الأصوات في ارض المحشر لا تتعدي الهمس 

قال رب العباد سبحانه

{وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا}[طه:١٠٨]

في ذلك اليوم يتبع الناس صوت الداعي إلى موقف القيامة، لا محيد عن دعوة الداعي؛ لأنها حق وصدق لجميع الخلق، وسكنت الأصوات خضوعًا للرحمن، فلا تسمع منها إلا صوتًا خفيًا. 


إطلالة حول الآية الكريمة 

أين الجبابرة؟ أين المناصب؟ أين المنصات السياسية التي تطلق منها الشعارات الرنانة وتدمير الخلق، أين، علي الحقيقة أين، ألا يخرج منهم احد يحتج بصوت مرتفع علي ما يحدث في هذا اليوم؟ هذا ليس عدل أن تضعونا في ارض معفرة كلنا متساويين الرؤساء مع اقل الناس شيئا في دنيا الناس؟ لا تسمع إلا همسا، الجميع خائف أن يرفع صوته فينكل به امام الخلائق. 


الوجوه كلها شخصت إلي خالقها 

شخصت: أي رفعت اعينها إلي السماء 

وقال سبحانه

{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا}[طه:١١١] 

وخضعت وجوه الخلائق، وذلَّت لخالقها، الذي له جميع معاني الحياة الكاملة كما يليق بجلاله الذي لا يموت، القائم على تدبير كلِّ شيء، المستغني عمَّن سواه. وقد خسر يوم القيامة مَن أشرك مع الله أحدًا من خلقه.


إطلالة حول الآية الكريمة 

عَنَّتَ الرَّجُلَ : أَجْبَرَهُ عَلَى تَحَمُّلِ الْمَشَاقِّ وَأَلْزَمَهُ مَا يَصْعُبُ عَلَيْهِ

عنِت الشَّخصُ: وقع في شدَّةٍ أو إثم أو أمر شاقّ

أي أُجبرت الوجوه للنظر لأعلي لرؤية الله تبارك وتعالي (لمن يريد الله تبارك وتعالي له أن يظهر امامه وليس كل الناس ) وهي مشقة، تخيل الموقف، أرض معفرة والشمس تدنو من الرؤوس ، عفرة وحر ، وتجمعات جماهيرية من مختلف الشعوب والجنسيات والألوان واللغات، ويرفعون وجوههم إلي اعلي ، علي امل أن يبدأ الحساب، أو اقل تقدير " ماذا سيحدث بعد، ما هي الخطوة القادمة" هناك ناس منظمين جداً في حياتهم وتفرق معهم الخطوة التالية إلي حد بعيد، ينظرون تجاه من "الحي: الله سبحانه وتعالي" ولماذا اختار هذا الغسم من الأسماء الحسني تحديدا؟ الله يعلم ولكن العقل يدعونا لمناسبة الإسم جداً للحال الواقع علي الناس، فهم لتوهم خارجون من قبورهم وجربوا الموت، فالحي الذي سيقابلهم هو الوحيد الذي لا يموت، فمن هؤلاء الناس المحشورون ستجد النخبة، ستجد المعمرين ، ستجد من حاول إطالة حياته كإنسان مؤلل أو حاول الخلود بعلم التجميد أو كان من الأطفال المصممين أو غير ذلك، الأهم أنهم برغم محاولاتهم"ماتوا" نعم هم الآن في ارض المحشر بعد الخروج من القبور، أما اسم الله تبارك وتعالي "القيوم" معناه ببساطة: هل تعلم معني القيم؟ قيِّمُ القوم: الذي يقوم بشأنهم ويَسُوس أَمرَهم، هذا في دنيا الناس، انظر: نحن الآن لسنا في دنيا الناس، بعد - بعد، في أرض المحشر، الله ليس قيم بل قيوم وهذا يليق بجلاله، ويليق بهذه الأعداد الغفيرة التي ستحاسب علي كل ما جاءت به في يدها، لكن يدها فارغة ، لا: بل مليئة إما بظلم الناس أو بالخير والصلاح والفلاح ، ولكن ليس هناك دليل علي ملء الإناء، وقد بلي الناس وماتوا وهاهو الخروج ، اين هذه الأعمال التي سوف يحاسبون عليها؟ منسوخ علي الخلايا والجلد والأعصاب وداخل الصدر وليس القلب فقط، الذي يسميه العلماء "منبع الأسرار" ما هذه التقنية لم نسمع عنها في دنيانا؟ كيف تستخرج البيانات من الجلد والأعصاب وعظام الصدر، كيف كتبت اصلاً؟ أخي: ألم تعلم أن للأرض ذاكرة جيولوجية ولربما غير ذلك لأنها تشعر قال تعالي "فما بكت عليهم الأرض ولا السماء" إذن لها مشاعر فياضة تبكي كلما تركها محسن أو مؤمن، وذاكرتها الجيولوجية نعلمها من تغير المناخ، فهي تعلم كل ما حدث عليها من اساءة فأظهرت غضبها، إذن ما هي الذاكرة الأخري؟ في حدود علمنا القاصر: لم يتمكن العلماء حتي يومنا هذا من التعرف علي ذاكرة مشاعرية للأرض، لكننا متأكدين من ذلك بموجب الآية السابق ذكرها، الاهم: خاب "خيبة أمل" لم يجد ما أمله في دنيا الناس، من حمل "ظلما" أخي إن الله تعالي: يحاسب الكافر علي كفره وقت موته فقط - مهما طالت حياته - أما الظالم: لا يمهله الله تعالي إلي الآخرة إلا نادرا، لابد أن تتجرع ممن فوقك ما فعلته فيمن تحتك ، هكذا الحياة علمتنا، ولكن انظر إلي الآية مرة اخري: " خاب من حمل ظلما" الأيدي فارغة ، فكيف نحمل الظلم ؟ ألم يدفن معنا في القبور وانتهي الأمر؟ لا - لا ، بل كما قلنا محمل في الصدور والخلايا والأعصاب، سمه RNA مجازاً وهي مسؤولة عن كل المعلومات أو سمه: تقنية لم نسمع عنها، أو ظهرت بعد موتنا..الخ الأهم، خاب من حمل ظلما يا أخي، الظلم ظلمات يوم القيامة، لا لا تسمع ما حفظت جيدا، فاليوم ليس للسرد، اليوم: لــ كيف طبقت ما حفظت عن ظهر قلب.  

RNA
هو أحدُ الأحماضِ النووية، المكونةُ للكروموسومات المسؤولة عن نقل الصفات الوراثية من الآباء إلى الأبناء، وتحتوي على عشرات الألوف من الجينات، والتي تُعدُ حاملةً لصفة وراثية معينة، تُحدِد وظيفة، وطبيعة جهاز معين، في تركيبة الإنسان

أصناف الناس في الحشر  

الأصناف المحشورة يوم القيامة

قال تعالي {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا}[مريم:٨٥] وفداً: أي: ركباناًلا يمشي المتقون في أرض المحشر على أقدامهم، بل يهيئ الله لهم ركائب من دواب الآخرة، عليها سُرُج من ذهب، وتتنزل الملائكة لأهل التقوى في أرض المحشر؛ لتبشرهم بهذه البشارة:{هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} [الأنبياء:١٠٣] و {أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت:٣٠]

المتقين

قال تعالي { وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم] كما تورد البهائم لتشرب وأما المجرمون، فإنهم يساقون إلى جهنم وردا، أي: عطاشا، وهذا أبشع ما يكون من الحالات، سوقهم على وجه الذل والصغار إلى أعظم سجن وأفظع عقوبة، وهو جهنم، في حال ظمئهم ونصبهم يستغيثون فلا يغاثون، ويدعون فلا يستجاب لهم، ويستشفعون فلا من يشفع لهم.

المجرمون

المتكبرون يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم -: (يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذَّر في صور الرجال) تطؤه الأقدام.رواه البخاري ومسلم والترمذيالناس يطئون النمل بأقدامهم وهم لا يشعرون، فكذلك يحشر المتكبر يوم القيامة كالذر! تدوسه الأقدام والأرجل؛ لأنه كان متكبراً مغروراً في الدنيا، والجزاء من جنس العمل، فكما استعلى يحشر يوم القيامة في غاية الذلة والمهانة، تطؤه الأرجل والأقدام

المتكبرون

     التجار يبعثون فجارا إلا من اتقى الله، والدليل: أنَّه خرَجَ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم إلى المُصلَّى، فرَأَى النَّاسَ يَتبايعونَ، فقال: يا مَعشَرَ التُّجارِ فاسْتجابُوا لِرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ورَفَعُوا أعناقَهمْ وأبْصارَهُمْ إليه فقال إنَّ التُّجارَ يُبعثُونَ يَومَ القِيامةِ فُجَّارًا إلا مَنِ اتَّقَى اللهَ وبَرَّ وصَدَقَ المحدث : الترمذي  أي: لِمَا قد يقَعُ مِنهم مِن الأحلافِ والأيمانِ والتَّدليسِ في البَيعِ والكذب إلَّا مَن اتَّقَى اللهَ، وبَرَّ وصدَق في بَيعِه، فلم يَغُشَّ ولم يَخُنْ في البيعِ وصدَق المشترِيَ فيما معَه مِن سِلعةٍ

الفجار

 آكلي   مال الربا: قال تعالي ٱلَّذِينَ يَأْكُلُونَ ٱلرّبَوٰاْ لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ ٱلَّذِى يَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّيْطَـٰنُ مِنَ ٱلْمَسّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ إِنَّمَا ٱلْبَيْعُ مِثْلُ ٱلرّبَوٰاْ وَأَحَلَّ ٱللَّهُ ٱلْبَيْعَ وَحَرَّمَ ٱلرّبَوٰاْ [البقرة:275] الذين يتعاملون بالربا -وهو الزيادة على رأس المال- لا يقومون في الآخرة من قبورهم إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من الجنون؛ ذلك لأنهم قالوا: إنما البيع مثل الربا، في أن كلا منهما حلال، ويؤدي إلى زيادة المال. فأكذبهم الله، وبيَّن أنه أحل البيع وحرَّم الربا؛ لما في البيع والشراء من نفع للأفراد والجماعات، ولما في الربا من استغلال 

الذي يتخبط

وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا (125)قَالَ كَذَٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا ۖ وَكَذَٰلِكَ الْيَوْمَ تُنسَىٰ (126) سورة طه، قوله ( قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا )  قال رب لم حشرتني أعمى عن حجتي ورؤية الأشياء ، وقد كنت في الدنيا ذا بصر بذلك كلهوقوله ( قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها  وكذلك اليوم تنسى) يقول : فكما نسيت آياتنا في الدنيا ، فتركتها وأعرضت عنها ، فكذلك اليوم ننساك 

العُميان

قال تعالي احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِن دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) يعني : أتباعهم ، ومن أشبههم من الظلمة ، فيحشر السارقين مع السارقين ، والزناة مع الزناة، وأكلي حقوق الناس مع اشباههم وغيرها من المظالم، وعلي رأسهم الزوجة المعينة لزوجها علي ظلم الناس أو العكس 

الظلمة

قال تعالي ﴿ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا﴾ [ سورة الفرقان: 34] قال القاضي - رحمه الله : قوله : يتقون بوجوههم يريد بيان هوانهم واضطرارهم إلى حد جعلوا وجوههم مكان الأيدي والأرجل في التوقي عن مؤذيات الطرق والمشي إلى المقصد ; لما لم يجعلوها ساجدة لمن خلقها وصورها 

المحشورين علي وجوههم

مُنكري البعث: قال تعالي فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا أقسم الله تعالى وهو أصدق القائلين بربوبيته، ليحشرن هؤلاء المنكرين للبعث، هم وشياطينهم فيجمعهم لميقات يوم معلوم، { ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا } أي: جاثين على ركبهم من شدة الأهوال، منتظرين لحكم الكبير المتعال

المحشورين مع الشياطين

قال الله تعالى (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (التكوير)  أي: جمعت ليوم القيامة، ليقتص الله من بعضها لبعض 

الوحوش

يقول الله تعالى  وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَالأنعام:38روى الإمام الطبرى فى تفسيره بإسناده عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:"إذا كان يوم القيامة مد الأديم، وحشر الدواب والبهائم والوحش، ثم يحصل القصاص بين الدواب، يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء نطحتها، فإذا فرغ من القصاص بين الدواب، قال لها: كونى تراباً".الإمام مسلمعن النبى صلى الله عليه وسلم قال:( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة، حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء).والقرناء يعنى التى لها قرون، والجماء والجلحاء يعنى التى لا قرون لها، والمعنى المقصود أن الشاة التى لها قرون وآذت شاة لا قرون لها، وتلك الأخيرة ما استطاعت رد الأذى أو دفعه عن نفسها لذلك، فإنها يقتص لها الله يوم القـيامة.هذا كمال عدل الله.

الحيوانات والطيور


 
 

بدأ الظلام (الصراط ) والله أعلم  

وَالصِّرَاطُ مَنْصُوبٌ عَلَى مَتْنِ جَهَنَّمَ -وَهُوَ الْجِسْرُ الَّذِي بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ-؛ يَمُرُّ النَّاسُ عَلَيْهِ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ؛ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالْفَرَسِ الْجَوَادِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَرُكَّابِ الْإِبِلِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْدُو عَدْوًا وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي مَشْيًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْحَفُ زَحْفًا، وَمِنْهُمْ مَنْ يُخْطَفُ فَيُلْقَى فِي جَهَنَّمَ؛ فَإِنَّ الْجِسْرَ عَلَيْهِ كَلَالِيبُ تَخْطَفُ النَّاسَ بِأَعْمَالِهِمْ، فَمَنْ مَرَّ عَلَى الصِّرَاطِ دَخَلَ الْجَنَّةَ. 

 عَنْ عَائِشَةَ: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سُئِلَ: أَيْنَ يَكُونُ النَّاسُ يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ؟ فَقَالَ: "هُمْ فِي الظُّلْمَةِ دُونَ الْجِسْرِ"


 نشر الدَّوَاوِينُ -وَهِيَ صَحَائِفُ الْأَعْمَالِ

(من مواضع يوم القيامة التي: لا يتذكر فيها احد لأقرب اقرباءه واحباؤه) 

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أما في ثلاثة مواضع فلا يذكر أحدٌ أحدًا...)) وذكر تطايُر الصُّحُف ((حتى يعلم أيأخذ كتابه بيمينه أم بشماله.....)) الحديث


يقول الله تعالى

 ﴿ وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا ﴾ [الإسراء: 13]

﴿ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ﴾ [الجاثية: 29] 

﴿ كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 11، 12

﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]

﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا ﴾ [آل عمران: 30]

﴿ يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ﴾ [القيامة: 13]

﴿ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [يس: 12]


التعليق 

بتواتر الآيات الكريمات: استحالة ان لا يكون هناك صحف تنشر لنا يوم القيامة، وسمت في الإسلام (صحف - كتب - دواوين) ، ومعني ذلك أننا سنستلمها لا محالة وهنا عدة وقفات لعلها صحيحة: 

1 - تطاير الصحف وليس الإستلام باليد

 مناسب تماماً للأعداد الغفيرة، كما إنزال الطعام في المجاعات من اعلي لأسفل، الغريب: ان كل صحيفة لا تنكر صاحبها بل تعرفه معرفة دقيقة فلا تنزل علي شخص مختلف ويقول مثلاً: هذه ليست صحيفتي، لا يستطيع احد فعل ذلك 

2- من الناس من يأخذها بيمينه (جعلنا الله بفضله منهم) 

وهم من كانت  أعمالهم خالصة ومقبولة ولم يظلموا احد 

3- من يأخذ صحيفته من وراء ظهره 

تعطي له بشماله فيرفض تسلمها، فتعطي له من وراء ظهره غصباً عنه يستلمها ، لا يستطيع رفض تسلمها ، وهؤلاء هم ليسوا ظالمين انفسهم فحسب بالمعاصي والذنوب بل تعدوا ذلك بظلم الناس 

4- تأتي الأعمال مجسدة في صورة اشخاص او مشاهد وكأنها رقمية 

قال تعالي ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا ﴾ دلالة والله أعلم: ان الأ‘مال ستكون مجسدة يوم القيامة، وهذا دلالة مرة اخري علي التقنيات الشديدة الحداثة التي تحدث وقتها وهي بداية الحياة الآخرة ، والله أعلي واعلم 

5- الكتاب ليس مقروء بل منطوق 

قال تعالي ﴿ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ﴾  معني ذلك أن هناك سماع لأ‘مالك ربما من حولك يسمعون لو كنت من الظالمين، أو ربما لأنك لو قرأت بعينك ربما بحيلة عقلية تقفز من فقرة لأخري لتتعدي ما فعلت من سوء، فالسمع اقرع واكثر حجة ، والله أ‘لي واعلم. 

أصناف الدواووين - الصحف أو الكتب المُستلمة  

أقسام الدواوين ثلاثة

1-   قسم لا يغفره الله أبدًا لمن مات عليه

القسم الذي لا يغفره الله أبدًا لمن مات عليه، وهو الشرك بالله: فهو الذنب الذي لا يُغفَر، والكسر الذي لا يُجبَر؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48]؛ بل إنه يحبط ما في الصحائف من أعمال إذا خالطها؛ فقد توجَّه الخطاب إلى أفضل البشر وإلى سيِّد الموحِّدين صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الزمر: 65]، حتى ولو كان يسيرًا فإن صاحبه على خطر عظيم

 

2-   قسم لا يُبالي الله به، فإن شاء غفر، وإن شاء عذَّب

القسم الذي لا يُبالي الله به، فإن شاء غفر، وإن شاء عذَّب: وهو كل ذنب دون الشرك، فإن تاب منه قبل موته، فإن الله يتوب عليه ويغفره له؛ بل ويُبدِّله حسنات إذا أخلص فى توبته؛ كما قال الله تعالى: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا ﴾ [الفرقان: 70]

 

3- قسم لا يترك الله منه شيئًا، وهو المتعلِّق بحقوق الآخرين

وهذه الحقوق نوعان: عينية، ومعنوية

فأمَّا الحقوق العينية فمن صورها

 أخذ أموال الناس بالباطل بمنع ما يجب، أو فعل ما يضُرُّ بمال الغير؛ كما في صحيح مسلم عَنْ أَبِي أُمامة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ فَقَدْ أَوْجَبَ اللَّهُ لَهُ النَّارَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ))، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: ((وَإِنْ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ))


 المماطلة في الديون؛ كما في الحديث الصحيح: ((مَن ماتَ وعليه درهمٌ أو دِينارٌ قُضِيَ مِن حَسَناتِهِ))، والأحاديثُ كثيرةٌ في التحذير من المماطلة.

 

التعدي على الغير بالضرب والتعذيب بدون وجه حق؛ وقد جاء في الحديث: ((لتؤدون الحقوق إلى أهلها..))، وفي الحديث: ((مَن ضَرَبَ بِسَوْطٍ ظُلْمًا اقْتُصَّ مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَة))

 

وأمَّا الحقوق المعنويَّة، فمن صورها

 ظلم العباد في دينهم، وإفسادهم وإضلالهم، ونَشْر الفاحشة فيهم؛ كما قال الله تعالى: ﴿ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴾ [النحل: 25]، وقال تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ﴾ [سبأ: 31].

الغيبة والقذف والشتم والسب؛ وهذه من أشدِّ ما يكون خطرًا، وتأمَّل هذا الحديث الذي يُبيِّن لنا خطورة انتهاك الأعراض: ((أتَدْرُونَ مَنِ المُفْلِس..))؛ ولذلك جاء الإرشاد النبوي بالتحلُّل من المظالم قبل الممات: ((مَنْ كانَتْ له مَظْلمةٌ لأحَدٍ مِن عرضه أو شيء فليتحلَّله منه اليوم......)).

 


Comments

المشاركات المميزة


أحكام العائلة The Family provision