بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية بدأ الإسلام يوضع في بؤرة انظار الغرب ومن بعدها بدأ الصراع بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية، وكما تعلم أن الإرهاب يبدأ بفكرة وينتهي بدماء، فلابد من المحاورة لإزالة الخلاف ولربما الصراع منذ البداية ، فما هي المحاورة والمثاقفة و المفاكرة والمناظرة وكلها تندرج تحت بند (حوار الثقافات) لنتعرف علي تعريفاتها واحدة تلو الأخري، ثم نأتي بالتفاصيل وننهي بنظرة الإسلام للمحاورة عبر آية واحدة او اثنين علي الأكثر..لنبدأ.
المرحلة الأولي
(الحوار والمفاكرة والمثاقفة والمناظرة)
الحوار
نقاش - جدال
المفاكرة
التَّفَكُّرُ فِي الشُّؤُونِ وَالْقَضَايَا : تَأَمُّلُهَا، تَرْكِيزُ التَّفْكِيرِ فِيهَا للوصول إلي حقائق الأمور
المثاقفة
اقتباس جماعة من ثقافة واحدة أو فرد ثقافة جماعة أخرى أو فرد آخر، أو قيام فرد أو جماعة بمواءمة نفسه أو نفسها مع الأنماط الاجتماعيَّة أو السلوكيَّة والقيم والتقاليد السائدة في مجتمع آخر تساعد الترجمة والمثاقفة على معرفة الآخر
المناظرة
جدال وحوار ونقاش علميّ، وتبادل في وجهات النَّظر المختلفة يقوم فيه فريقان خصْمان بالدِّفاع عن قضيّة ما أو مهاجمتها
الآن.. دعنا نتعرف علي آليات الحوار المثمر
الحوار (آليات الحوار المثمر)
الحفاظ على المساواة والاحترام المتبادل
لا ينبغي لأي حضارة أن تدّعي التفوق؛ فاحترام مسارات التنمية المتنوعة والنظم الاجتماعية والهويات الثقافية أمر بالغ الأهمية.
المنتديات المنظمة
تنظيم مناقشات وندوات وحلقات دراسية لتسهيل تبادل الأفكار والخبرات بين مختلف الثقافات.
التواصل المنتظم
الحفاظ على التواصل المستمر بين الخبراء والمؤسسات والمنظمات ذات الأهداف المتشابهة لتبادل المعرفة وتعزيز التعاون.
التعليم والتوعية
ينبغي أن تتضمن المناهج الوطنية معرفة شاملة واحترامًا لجميع الثقافات والأديان لتعزيز التسامح منذ الصغر.
الأطر متعددة الأطراف
دعم دور الأمم المتحدة في الحوار واستخدام منصات راسخة مثل الاتحاد البرلماني الدولي (IPU) لبناء حوار برلماني.
الاتحاد البرلماني الدولي (IPU) هو منظمة عالمية للبرلمانات الوطنية تعمل على تعزيز الديمقراطية والمساءلة والتنمية المستدامة والسلام، وله علاقة شراكة وثيقة ومستمرة مع الأمم المتحدة، حيث يقدم ملاحظات برلمانية حول قضايا الأمم المتحدة، ويشارك في مؤتمرات عالمية سنوية، وأصبح مراقبًا دائمًا في الأمم المتحدة عام 2002.
الرابط بين الأمم المتحدة وIPU
شراكة استراتيجية
يقيم IPU شراكات مع هيئات ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة من خلال مكاتبه في جنيف ونيويورك وفيينا.
مراقب دائم
منذ عام 2002، يشغل IPU صفة مراقب دائم في الأمم المتحدة، ويشارك ممثلوه في جلسات الجمعية العامة وهيئاتها الفرعية.
جلسات برلمانية سنوية
ينظم IPU سنويًا جلسات برلمانية على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، تجمع بين أعضاء البرلمان ومسؤولي الأمم المتحدة لتبادل الأفكار ومناقشة قضايا دولية رئيسية.
تعزيز الشفافية البرلمانية
يعزز التعاون مع الأمم المتحدة من فهم البرلمانيين لعمليات صنع القرار في الأمم المتحدة ويسمح لهم بنقل وجهات نظرهم الوطنية إلى الأمم المتحدة.
التركيز على قضايا محددة
يعمل IPU بشكل وثيق مع هيئات الأمم المتحدة لتسليط الضوء على القضايا البرلمانية وتنسيق العمل البرلماني بشأن قضايا محددة، مثل المساواة بين الجنسين والتنمية المستدامة.
ما هو IPU؟
منظمة برلمانية عالمية
هو المنظمة العالمية للبرلمانات الوطنية، تأسس عام 1889 لتعزيز الديمقراطية والمساءلة والسلام.
هدفها:
تمكين البرلمانات والبرلمانيين في جميع أنحاء العالم لدعم الديمقراطية والتنمية المستدامة، وتمكين الشباب، وتعزيز المساواة بين الجنسين، وحقوق الإنسان.
عضوية واسعة:
تضم أكثر من 180 برلمانًا وطنيًا من مختلف أنحاء العالم
البرامج متعددة الثقافات
ينبغي على الحكومات ووكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية تخطيط وتنفيذ برامج ثقافية واجتماعية وتعليمية لتعزيز مفهوم الحوار
ثانياً: المفاكرة الفعالة
التفكير الفعال، كما عُرّف في كتاب "العناصر الخمسة للتفكير الفعال"، هو القدرة على الإبداع، واتخاذ قرارات أفضل، وحل المشكلات، ودفع عجلة الابتكار من خلال الممارسة المستمرة لخمسة عناصر أساسية: الفهم العميق، والتعلم من الأخطاء، وطرح الأسئلة الصعبة، واتباع تيار الأفكار، وتقبّل التغيير.
العناصر الخمسة للتفكير الفعال
الفهم العميق (الأرض): تجاوز المعرفة السطحية لإتقان أساسيات الموضوع.
التعلم من الأخطاء (النار): لا تنظر إلى الإخفاقات كطرق مسدودة، بل كفرص للنمو والفهم العميق.
طرح الأسئلة (الهواء): ابتكر باستمرار أسئلة توضيحية لتوسيع فهمك وتحديد القضايا الصحيحة.
اتباع تيار الأفكار (الماء): تتبع أصول الفكرة واستكشف إلى أين تقود، مع إدراك أن الأفكار الجديدة جزء من عملية مستمرة.
تقبّل التغيير (جوهر): أدرك أن التغيير مستمر، وأن إتقان العناصر الأخرى يسمح بالنمو الشخصي المستمر وتحسين التفكير.
لماذا يُعدّ فعالاً؟
تعزيز الإبداع والابتكار
من خلال طرح الأسئلة واستكشاف الأفكار، تكتشف روابط وإمكانيات جديدة.
تحسين عملية اتخاذ القرارات
يؤدي الفهم العميق للأسس والقدرة على تحديد القضايا الجوهرية إلى اتخاذ خيارات أكثر وعيًا.
تحسين حل المشكلات
يُعد تحليل المشكلات وفهم جذورها والتعلم من إخفاقات الماضي مفتاحًا للحلول الفعالة.
النمو المستمر
يعزز التركيز على التغيير عقلية التعلم مدى الحياة، مما يُمكّن من التحسين المستمر في تفكير الفرد وحياته بشكل عام.
ثالثاً: المثاقفة الفعالة
يشير التثاقف الفعال إلى التكيف النفسي والاجتماعي والثقافي الإيجابي الناتج عن التفاعل مع ثقافة جديدة، والذي يتميز بنهج متوازن يحافظ فيه الأفراد على تراثهم مع تبني جوانب من الثقافة المضيفة، وهو ما يُعرف باسم التكامل. تتضمن هذه العملية تعلم معايير الثقافة الجديدة، وتطوير مهارات جديدة، وتعزيز العلاقات، مما يؤدي إلى تحسين الرفاه والشعور بالانتماء، على عكس استراتيجيات أخرى مثل الاستيعاب (تبني الثقافة الجديدة ورفض القديمة)، والانفصال (الحفاظ على ثقافة الفرد ورفض الجديدة)، أو التهميش (رفض الثقافتين)، والتي ترتبط بضعف التكيف وزيادة المعاناة النفسية.
الخصائص الرئيسية للتثاقف الفعال (التكامل)
الهوية ثنائية الثقافة
تبني جوانب من الثقافة المضيفة مع الحفاظ على التراث الثقافي الخاص وتقديره.
القدرة على التكيف
المرونة والانفتاح على تعلم أساليب وسلوكيات وقيم جديدة.
المشاركة الاجتماعية
المشاركة الفعّالة في الثقافة الجديدة وبناء علاقات مع أفراد من المجتمع المضيف.
اكتساب اللغة
تعلم لغة البلد المضيف واستخدامها
الرفاهية النفسية
شعور أكبر بمعنى الحياة، ورضا عن الحياة، ومرونة، وأعراض أقل لمشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
استراتيجيات لتعزيز التثاقف الفعّال
كن منفتحًا ومرنًا
كن منفتحًا ومستعدًا للتعلم عن الثقافة الجديدة واحتضانها.
انخرط بنشاط
شارك في الأنشطة والفعاليات الثقافية، وحاول استخدام لغة البلد المضيف.
حافظ على ثقافتك
لا تشعر بالحاجة إلى التخلي تمامًا عن ثقافتك؛ فالاندماج يسمح بالتعايش بينهما.
اطلب الدعم
بنِ علاقات مع أشخاص من الثقافة الجديدة، وابحث عن روابط مع زملائك في المجموعة التراثية.
اغرس شعورًا بالمعنى
ابحث عن هدف ومعنى في حياتك الجديدة لتكون بمثابة مرساة نفسية
رابعاً: المناظرة الفعالة
تتطلب المناظرة الفعّالة تحضيرًا شاملًا، يشمل البحث في الموضوع وفهم الحجج المضادة المحتملة. خلال المناظرة، يجب عليك عرض حججك بوضوح ومنطقية مع أدلة داعمة، والحفاظ على رباطة جأشك، واستخدام أسلوب جذاب، ولكن دون صرامة مفرطة، مع وضعية جسد واثقة ولغة جسد واضحة. والأهم من ذلك، يجب عليك الاستماع باهتمام إلى خصمك لتحديد نقاط الخلاف وإيجاد أرضية مشتركة، ثم بناء ردود مقنعة تتناول حججه بشكل مباشر وفعال، بدلاً من اللجوء إلى الهجمات الشخصية.
التحضير هو الأساس: ابحث جيدًا في الموضوع
اكتسب فهمًا عميقًا للموضوع وفروقه الدقيقة، وأمثلة واقعية ذات صلة، لبناء حجج قوية وتوقع الحجج المضادة.
توقع الحجج المضادة
فكّر في الحجج المحتملة للطرف الآخر، وجهّز ردودك مسبقًا.
هيكلة حججك
نظّم نقاطك منطقيًا من خلال مقدمة واضحة، وبيانات واقعية، وأدلة، وخاتمة لتسهيل فهم قضيتك
أثناء المناظرة
ألقِ مداخلتك بثقة
تحدث بنشاط وحماس، وحافظ على استقامة جسمك، واستخدم إيماءات هادفة لتأكيد نقاطك وإشراك الجمهور.
استخدم الأدلة والوضوح
ادعم ادعاءاتك بالحقائق والأدلة، وليس فقط بالقول. استخدم التشبيهات واللغة البسيطة لشرح الأفكار المعقدة بوضوح.
كن مستمعًا فعالًا
انتبه جيدًا لحجج خصمك لفهم ادعاءاته وأدلته، وكيف تتعارض مع وجهة نظرك.
مارس الاستماع الفعال
ابحث عن أرضية مشتركة مع خصمك، واتفق على النقاط التي تتفقان عليها للمساعدة في بناء جسر نحو وجهة نظرك في الحجة.
استخدم الردود الاستراتيجية
استخدم صيغًا مثل "هم يقولون، أقول لأن" لدحض نقاط خصمك بفعالية من خلال تناول ادعاءاته وأدلته وأهمية الموضوع.
ركز على الأفكار، لا على الأشخاص
هاجم الحجج والأفكار المقدمة، وليس الأفراد الذين يطرحونها، للحفاظ على نبرة محترمة ومقنعة.
بعد المناظرة
كن مرنًا
كن مستعدًا لتعديل حججك فورًا، لأن المناظرات غالبًا ما تتضمن حججًا وردودًا غير متوقعة.
اسعَ للإقناع
الهدف هو الإقناع، وليس السيطرة على خصمك أو سحقه.
أخيراً: المنظور الإسلامي للمحاورة الناجحة بتلخيص
بدء الإسلام بالحوار بين
سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وسيدنا جبريل عليه السلام، الحديث المشهور: (اقرأ ..
ما أنا بقاريء) وهذا نوع من المحاورة القائمة علي السؤال والجواب والوصول إلي
نتيجة بين شخصين، وهنا الشخصين كريمين علي الله تعالي ، وكريمين في صدور المؤمنين،
الأهم: أن الإسلام لم يبدأ بعنف ولا بسيف ولا طعن في عائلة رسول الله صلي الله
عليه وسلم مثلاً التي اغلبها كان يعبدون الأصنام، لا، بل بدلاً من ذلك حوار قوي يثير
الإنتباه ويشحذ الهمة لعدم الغفلة حتي الإجابة بطريقة لا واعية ، يقول علم النفس
أن هناك طرق لإخراج العقل الاواعي من العقل منها الكتابة والحزن والخوف ..الخ ،
وقد خاف سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم من المَلك جبريل عليه السلام عندما جاءه
اول مرة في غار حراء في صورته الأساسية ، والله أعلي واعلم.
أنواع الحوار بين البشر
من حيث الهدف
قبل أن نبدأ بتفنيد كل
واحد منهم لابد أن نتذكر جيدا أن لكل فعل نية استفادة تكمن وراءه
1- الحوار الإقناعي
هدفه إقناع الآخر بوجهة نظر معينة من خلال الأدلة
والبراهين.
قال تعالي
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي
رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي
يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ
اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَاتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ
فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (البقرة:
257، 258)
بدون الدخول في تفاصيل التفسير، من الممكن أن نفهم
ببساطة شديدة أن سيدنا ابراهيم عليه السلام، دخل مع ملك مصر آنذاك (النمرود) في
حوار هاديء مقنع ليصل معه إلي نتيجة حتمية "الإقناع أو الحجة الدامغة"
2-- الحوار الاستقصائي
يسعى لجمع الأدلة والبراهين الموثقة لإثبات صحة فرضية أو
فكرة.
قال تعالي
{قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)
سورة سبأ 24
الآية الكريمة واضحة في هذا السياق، حيث تسأل عن الرزاق
الحقيقي، ومن هو صاحب الهداية؟ وهي اسئلة وجودية يكاد الناس يغفلون عنها في دوامة
الصراع علي القوت
3- الحوار الاستكشافي
يشبه البحث العلمي ويهدف إلى تفسير موضوع معين واستكشاف
صحته
قال تعالي
قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ (49) قَالَ
رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (50) قَالَ فَمَا
بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ (51) قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ
لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى (52) ..إلي آخر الحوار بين موسي وهارون عليهما
السلام وبين فرعون مدعي الإلوهية آنذاك
والتفسيرللآية الكريمة في سياق ما نتحدث عنه من أنواع الحوار: حوار
استكشافي من فرعون يحاور موسي ويريد ان يضعه في حرج، فوضعه موسي عليه السلام هو في
حرج لأن إجاباته كانت حاضرة
أما طريقة الحوار
المطلوبة في الإسلام فقد جاءت كالتالي
قال تعالي
﴿
ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ
وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾" سورة النحل، الآية 125،
ادعُ -أيها الرسول- أنت ومَنِ اتبعك إلى دين ربك وطريقه المستقيم، بالطريقة الحكيمة التي أوحاها الله إليك في الكتاب والسنة، وخاطِب الناس بالأسلوب المناسب لهم، وانصح لهم نصحًا حسنًا، يرغبهم في الخير، وينفرهم من الشر، وجادلهم بأحسن طرق المجادلة من الرفق واللين. فما عليك إلا البلاغ، وقد بلَّغْتَ، أما هدايتهم فعلى الله وحده، فهو أعلم بمن ضلَّ عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين.
إطلالة حول الآية الكريمة
ادع إلي سبيل ربك بالحكمة
ما هي الحكمة إذن؟ حَكَمةُ اللِّجامِ: حديدته التي تكون في فم الفرس لإحكام جماحه، فيشد الفارس اللجام علي الحديدة الموضوعة بداخل فم الفرس فتقل من تهورها المعروفة به، كذلك الرجل الحكيم يضع الكلام بغير تجريح أو رمس كلام سلبي في ملعب المتحاور معه، ولا يتهور، فالحكيم لسانه وراء عقله، والسفيه لسانه امام عقله ، يندفع اندفاع الرصاصات، وهذه الطرق الثلاث في الآية الكريمة جاءت تراتبية، أي لا ينبغي أن يهب لأخري قبل أن يستنفذ كل في ما في وسعه لإثبات كلام الله بالحكمة، وأنت خبير ان الحكمة هي وضع الشيء المناسب في الوقت والمكان المناسبين تحديدا
والموعظة الحسنة
وعَظ فلانًا : نصَحه وذكَّره بالعواقِب، وهذا هو الفرق بين النصيحة والموعظة أو (البلاغ) فأنت كمبلغ تنذر بالعواقب وفقط، أما أن تتحدث بالعواقب مع النصيحة فأنت تريد الخير لمن امامك، "مما ذُكر عن الإمام الشافعي: قال يونس الصدفي: ما رأيتُ أعقلَ من الشافعيِّ، ناظرتُه يومًا في مسألةٍ، ثم افترقنا، ولقيني فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق في مسألة، وهذا إن دل علي شيء دل علي نفوس شريفة تسامت علي حب الإنتصار في كل المواقف.
وجادلهم بالتي هي أحسن
وما معني الجدل إذن؟ تجادل المجتمعون :تخاصموا وناقش بعضهم بعضًا، تبادلوا وجهات النظر ،تجادل الشريكان، والأمر في الآية الكريمة أن نجادل مع إن لرسول الله صلي الله عليه وسلم حديث فيما معناه أنه صلي الله عليه وسلم زعيم بوسط الجنة وأعلاها، وقيل أو هي اطراف الجنة لا لشيء إلا لترك الجدال، وهنا يأمرنا الله تعالي بالجدال، فهل هناك من تعارض؟ لا ، لماذا؟ لأنه كما يقال: لا يستطيع النقاش إلا أصحاب العقول الكبيرة، فإذا وقف النقاش وتعالت أصوات طرف من الأطراف أو بدأ التهديدأو تحول الأمر إلي بطش باليد فاعلم أن حجة هذا المحاور واهية هشة ويريد أن يلبس عليك الأمر بالصوت المرتفع حتي لا يظهر هشاشة حجته ، الشاهد: أن الله تعالي يأمر المسلمين ذوي العقول الكبيرة ومن عندهم علم: أن يجادلوا أهل الكتاب ولكن (بالتي هي أحسن) وفي آية اخري "إلا الذين ظلموا منهم" ومعني هذا حق المتحاور معك، عليك: أن تجادله بأفضل الطرق وارقاها حتي تصل معه إلي الإقناع - إن استطعت إلي ذلك سبيلا -
في النهاية
حاولنا تجميع اقل قدر من المحاورة الناجحة وجئنا بقدر المستطاع بحجج من القرآن والسنة المطهرة ، لعل الله تعالي شاهد، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
After the events of September 11, 2001 in the United States of America, Islam began to be placed in the focus of Western attention, and after that, the conflict between Western and Islamic civilizations began. As you know, terrorism begins with an idea and ends with blood, so dialogue is necessary to remove disagreement and perhaps conflict from the beginning. What is dialogue, acculturation, thinking and debate, all of which fall under the heading of (dialogue of cultures)? Let us get to know their definitions one by one, then we will come to the details and end with Islam’s view of dialogue through one or two verses at most... Let’s begin.
The First Stage
(Dialogue, Reflection, Acculturation, and Debate)
The Dialogue
Discussion - Argument
The thinking
Reflection on matters and issues: contemplating them, focusing thought on them to arrive at the truth of matters.
The Acculturation
A group or individual adopting the culture of another group or individual from one culture, or an individual or group adapting themselves to the social or behavioral patterns, values, and traditions prevalent in another society. Translation and acculturation help us understand the other.
The Debate
A debate, dialogue, scientific discussion, and exchange of different viewpoints in which two opposing teams defend or attack a given issue.
Now... let's learn about the mechanisms of fruitful dialogue.
exchange
The Dialogue (Mechanisms for Productive Dialogue)
Maintaining Equality and Mutual Respect
No civilization should claim superiority; respect for diverse development paths, social systems, and cultural identities is crucial.
The Organized Forums
Organize discussions, seminars, and workshops to facilitate the exchange of ideas and experiences across cultures.
Regular Communication
Maintain ongoing communication between experts, institutions, and organizations with similar goals to share knowledge and promote cooperation.
Education and Awareness
National curricula should include comprehensive knowledge and respect for all cultures and religions to promote tolerance from an early age.
Multilateral Frameworks
Support the role of the United Nations in dialogue and utilize established platforms such as the Inter-Parliamentary Union (IPU) to build parliamentary dialogue.
The Link Between the United Nations and the IPU
Strategic Partnership
The IPU establishes partnerships with UN specialized bodies and agencies through its offices in Geneva, New York, and Vienna.
Permanent Observer
Since 2002, the IPU has held permanent observer status at the United Nations, and its representatives participate in sessions of the General Assembly and its subsidiary bodies.
Annual Parliamentary Sessions
The IPU organizes annual parliamentary sessions on the sidelines of the UN General Assembly, bringing together parliamentarians and UN officials to exchange ideas and discuss key international issues.
Promoting Parliamentary Transparency
Cooperation with the UN enhances parliamentarians' understanding of UN decision-making processes and allows them to communicate their national perspectives to the UN.
Focus on Specific Issues
The IPU works closely with UN bodies to highlight parliamentary issues and coordinate parliamentary action on specific issues, such as gender equality and sustainable development.
What is the IPU?
World Parliamentary Organization
It is the world organization of national parliaments, founded in 1889 to promote democracy, accountability, and peace.
Its goal
To empower parliaments and parliamentarians worldwide to support democracy and sustainable development, empower youth, and promote gender equality and human rights.
Broad membership
It includes more than 180 national parliaments from around the world.
The Multicultural Programs
Governments, UN agencies, and NGOs should plan and implement cultural, social, and educational programs to promote the concept of dialogue.
Second: The Effective Thinking
Effective thinking, as defined in the book "The Five Elements of Effective Thinking," is the ability to create, make better decisions, solve problems, and drive innovation through the consistent practice of five key elements: deep understanding, learning from mistakes, asking difficult questions, following the flow of ideas, and embracing change.
The Five Elements of Effective Thinking
Deep Understanding (Earth): Go beyond superficial knowledge to master the fundamentals of a subject.
Learning from Mistakes (Fire): Don't view failures as dead ends, but rather as opportunities for growth and deeper understanding.
Questioning (Air): Constantly come up with clarifying questions to expand your understanding and identify the right issues.
Following the Flow of Ideas (Water): Trace the origins of an idea and explore where it leads, recognizing that new ideas are part of an ongoing process.
Embracing Change (Essence): Realize that change is constant, and that mastering the other elements allows for continued personal growth and improved thinking.
Why is it effective?
Enhancing Creativity and Innovation
By asking questions and exploring ideas, you discover new connections and possibilities.
Improving Decision-Making
A deep understanding of the fundamentals and the ability to identify core issues leads to more informed choices.
Improving Problem-Solving
Analyzing problems, understanding their roots, and learning from past failures are key to effective solutions.
Continuous Growth
Focusing on change fosters a lifelong learning mindset, enabling continuous improvement in one's thinking and overall life.
Third: The Effective Acculturation
Effective acculturation refers to the positive psychological, social, and cultural adaptation resulting from interaction with a new culture. It is characterized by a balanced approach in which individuals preserve their heritage while adopting aspects of the host culture, a process known as integration. This process involves learning the norms of the new culture, developing new skills, and strengthening relationships, leading to improved well-being and a sense of belonging. This contrasts with other strategies such as assimilation (adopting the new culture while rejecting the old), detachment (preserving one's own culture while rejecting the new), or marginalization (rejecting both cultures), which are associated with poor adaptation and increased psychological distress.
Key Characteristics of Effective Acculturation (Integration)
Bicultural Identity
Adopting aspects of the host culture while preserving and appreciating one's own cultural heritage.
Adaptiveness
Flexibility and openness to learning new ways, behaviors, and values.
Social Participation
Effective participation in the new culture and building relationships with members of the host community.
Language Acquisition
Learning and using the host country's language
Psychological Well-being
A greater sense of meaning in life, life satisfaction, resilience, and fewer symptoms of mental health problems such as depression and anxiety.
The Strategies for Effective Acculturation
Be open and flexible
Be open and willing to learn about and embrace the new culture.
Be actively involved
Participate in cultural activities and events, and try to use the language of the host country.
Maintain your culture
Don't feel the need to completely abandon your culture; integration allows for coexistence.
Seek support
Build relationships with people from the new culture and seek connections with your heritage group peers.
Create a sense of meaning.
Find purpose and meaning in your new life to serve as a psychological anchor.
During the Debate
Deliver Your Confident Intervention
Speak energetically and enthusiastically, maintain a straight body, and use purposeful gestures to emphasize your points and engage the audience.
Use Evidence and Clarity
Support your claims with facts and evidence, not just words. Use analogies and simple language to explain complex ideas clearly.
Be an Active Listener
Pay close attention to your opponent's arguments to understand their claims and evidence, and how they contradict your own viewpoint.
Practice Active Listening
Find common ground with your opponent and agree on points of agreement to help build a bridge to your own perspective.
Use Strategic Responses
Use phrases like "They say, I say because" to effectively refute your opponent's points by addressing their claims, evidence, and the importance of the topic.
Focus on Ideas, Not People
Attack the arguments and ideas presented, not the individuals who present them, to maintain a respectful and persuasive tone.
After the Debate
Be Flexible
Be prepared to adjust your arguments immediately, as debates often involve unexpected arguments and responses.
Aim to Persuade
The goal is to persuade, not to dominate or overwhelm your opponent.
Finally: The Islamic Perspective on Successful Dialogue in Summary
Islam began with a dialogue between our Master Muhammad (peace and blessings be upon him) and our Master Gabriel (peace be upon him). The famous hadith: "Read... I am not a reader." This is a type of dialogue based on questions and answers, reaching a conclusion between two people. Here, both individuals are honored by God Almighty and honored by believers. Most importantly, Islam did not begin with violence, swords, or stabbing at the family of the Messenger of God (peace and blessings be upon him), for example, most of whom worshipped idols. Rather, it was a powerful dialogue that aroused attention and galvanized the will to avoid negligence, even to the point of responding subconsciously. Psychology says there are ways to remove the conscious mind from the mind, including writing, sadness, fear, etc. Our Master Muhammad (peace and blessings be upon him) was afraid of the Angel Gabriel (peace be upon him) when he first appeared to him in his original form in the Cave of Hira. And God knows best.
The types of Dialogue Between Humans by Purpose
Before we begin to refute each one, we must remember that every action has a beneficial intention behind it.
1- The Persuasive Dialogue
Its goal is to convince the other of a particular point of view through evidence and proof.
God Almighty said
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَاتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (البقرة: 257، 258)
Have you not considered the one who argued with Abraham concerning his Lord, that God had given him the kingdom? When Abraham said, "My Lord is He who gives life and causes death." He said, "I give life and cause death." Abraham said, "Then God brings the sun from the east, so bring it from the west." So the disbeliever was confounded. And God does not guide the wrongdoing people." (Al-Baqarah: 257-258)
Without going into the details of the interpretation, it is possible to understand very simply that our master Abraham, peace be upon him, Peace, he entered into a calm and convincing dialogue with the king of Egypt at that time (Nimrod) to reach an inevitable conclusion “convincing or conclusive argument.”
2-- The Investigative Dialogue
Seeks to gather documented evidence and proof to prove the validity of a hypothesis or idea.
God Almighty said:
{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلْ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (سورة سبأ، الآية ٢٤).
{Say, "Who provides for you from the heavens and the earth?" Say, "Allah." And indeed, either we or you are upon right guidance or in manifest error.} (Surah Saba' 24)
The noble verse is clear in this context, asking about the true Provider and who is the One who guides. These are existential questions that people often overlook in the vortex of struggle over sustenance.
3- The Exploratory Dialogue
It resembles scientific research and aims to explain a specific topic and explore its validity.
God Almighty said:
قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَىٰ (49) قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ (50) قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَىٰ (51) قَالَ عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ ۖ لَّا يَضِلُّ رَبِّي وَلَا يَنسَى (52) ..إلي آخر الحوار بين موسي وهارون عليهما السلام وبين فرعون مدعي الإلوهية آنذاك
He said, "Then who is your Lord, O Moses?" (49) He said, "Our Lord is He who gave each thing its form and nature, then guided it." (50) He said, "Then what is the matter with the former generations?" (51) He said, "Their knowledge is with my Lord, in a Record. My Lord does not err, nor does He forget." (52) ... until the end of the dialogue between Moses and Aaron, peace be upon them, and Pharaoh, who was claiming divinity at the time.
The interpretation of this noble verse in the context of the types of dialogue we are discussing: An exploratory dialogue from Pharaoh, who engages in dialogue with Moses and wants to put him in a difficult position. Moses, peace be upon him, put him in a difficult situation because his answers were ready.
The required method of dialogue in Islam is as follows
God Almighty said:
﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾" سورة النحل، الآية 125،
“Invite to the way of your Lord with wisdom and good instruction, and argue with them in a way that is best.” (Surat An-Nahl, verse 125)
O Messenger, invite yourself and those who follow you to the religion of your Lord and His straight path, using the wise method God has revealed to you in the Qur’an and Sunnah. Address people in a manner appropriate to their needs, offer them good advice that encourages them to do good and discourages them from evil. Argue with them in the best manner of argument, using gentleness and kindness. Your only responsibility is to convey the message, and you have conveyed it. As for their guidance, it is up to God alone, for He knows best who has strayed from His path and who is guided.
A Look at the Holy Verse
ادعُ إلى سبيل ربك بالحكمة
Call to the way of your Lord with wisdom
What, then, is wisdom? The wisdom of the bridle: the iron that is in the horse's mouth to control its reins. The rider tightens the bridle on the iron placed inside the horse's mouth, reducing its well-known recklessness. Similarly, a wise man puts forth his words without insulting or burying negative words in the court of the person he is talking to, and does not act recklessly. The wise man's tongue is behind his mind, while the foolish man's tongue is in front of his mind, rushing like bullets. These three methods in the noble verse are in a hierarchical order, meaning that one should not rush to another before exhausting all one's ability to prove God's words with wisdom. You know that wisdom is placing the right thing at the right time and place specifically.
And good preaching
Preaching to someone: advising him and reminding him of the consequences. This is the difference between advice and preaching or (prompting). You, as the preacher, are merely warning of the consequences. However, speaking of the consequences along with the advice means you want good for the person before you. "From what was mentioned about Imam Al-Shafi'i: Yunus said Al-Sadfi: I have never seen anyone more intelligent than Al-Shafi'i. I debated him one day about an issue, then we parted. He met me, took my hand, and said, "O Abu Musa, isn't it right for us to be brothers even if we disagree on an issue?" This, if anything, indicates noble souls that transcend the love of victory in all situations.
And argue with them in the best way
What is the meaning of argument, then? The congregants argued: they quarreled and debated with each other, they exchanged viewpoints, the two partners argued. The command in the noble verse is to argue, even though the Messenger of Allah (peace and blessings be upon him) has a hadith that indicates that he (peace and blessings be upon him) is a leader in the middle and highest parts of Paradise. It has also been said that it refers to the edges of Paradise, for no other reason than to avoid argument. Here, Allah the Almighty commands us to argue. Is there a contradiction? No. Why? Because, as they say, only those with great minds can argue. If the discussion stops and the voices of one party rise, or threats begin, or the matter turns into a fistfight, then know that the argument of this debater is weak. He is fragile and wants to confuse you with a loud voice so as not to reveal the weakness of his argument. The evidence: God Almighty commands Muslims with great minds and knowledge to argue with the People of the Book, but (in a way that is best). In another verse, "Except for those who commit injustice among them." The meaning of this is the right of the one engaging in dialogue with you. You must argue with him in the best and most refined ways until you reach a convincing conclusion with him - if you are able to do so.
In the end, we have tried to compile the least amount of successful dialogue and have provided as much as possible with arguments from the Qur'an and the pure Sunnah. Perhaps God is witness, and God is behind the intention and He guides to the path.
The Links
https://i-p-o.org/~ipoorg/koechler-civilizations-dialogue.pdf
Comments
Post a Comment